السبت، 21 أبريل 2012

الوساده الخاليه




اليوم هو يوم تاريخي بالنسبه لي . فاليوم لاول مره استمع الى "مهرجان الوساده الخاليه " كامله و لو كان عبد الحليم يعلم ان فيلمه سيتحول الى هذا المهرجان العظيم لكان انتحر قبل ان يمثل فيه مشهدا واحدا ,تبعت الوساده الخاليه باوبريت سمكه على بلطيه ثم ختمت الفقره الصباحيه ب "كهربا " ثم مختارات للفنان الكبير عمرو حاحا . حاحا ....مطرب اسمه حاحا متوقعين هيقول تواشيح مثلا !

لا اعلم ما الذي دعاني لان استمع الى هذه الاغاني الهادفه التي اذا سمعتها تدرك ان شعبان عبد الرحيم هو عبد الحليم حافظ في عصرنا هذا و ان روبي هي كواكب الشرق مجتمعه .مهرجان الوساده الخاليه هي ربما الاغنيه الاكثر شهره و انتشارا في الميكروباصات و التكاتك كنت دائما استمع لجزء منها في هذه المواصلات و بعد ان سمعتها كامله و" على هداوه" ادركت ما وصل اليه حالنا من تخلف و بذاءه . كنت قبل ان ابدء هذه الفقره الصباحيه قد فرغت من قراءه تجميعه التويتات الخاصه بشيرين ثابت "موقع اباحي " و التي تحدثت عن التحرش بصوره ارادت هي من خلالها ان تدفع القارىء الذكر الى الغثيان اذا كان عنده دم و اعترف انها نجحت . بعد ان فرغت من هذه الفقره الموسيقيه الصباحيه عملت بنصيحه شيرين في تويتاتها و شاهدت فيلم 678 ....اذن هو اليوم المثالي ...للغثيان فقط .
دعونا نبدأ من الصفر . في ظل حاله اللا حضاره التي نعيشها في مصر , في ظل هذه الهمجيه و الغوغائيه كان من الطبيعي لمهرجانات "الوساده الخاليه " و "سمكه على بطليه " و الاغنيه العظيمه الخاصه بالشبشب المفقود , كان من الطبيعي لكل هذه ان تجد مرتعا لها في عقول طبقات عريضه من المصريين او كما قال جورج عزمي في احد عروضه "ذكر المصري الكائن الذي يستمر موسم تزاوجه على مدار العام " ..مافيش تعليم , مافيش تربيه , مافيش حكومه ولا مجتمع يقوم , و مافيش دين بالرغم من ان المساجد و الكنائس تكتظ يوم الجمعه بنفس هؤلاء الذين يسمعون مهرجان الوساده الخاليه  اضف الى ذلك انه مافيش فلوس و النتيجه الطبيعيه انه مافيش جواز اذن فقد حصلت على كوكتيل جهنم , شعب محروم بمعنى الكلمه ! . سيقول احدكم ان تلك هي حريه شخصيه ان يسمع المرء لما يشاء . اتفق معك تماما عزيزي , لكن اريدك ان تتخيل التالي ...
1.       ان هؤلاء الصبيان المراهقين من سن 15 و حتى سن 25 و كثيرا جدا لما فوق ذلك يستمعون لاغنيه تبدأ ب "هاتي بوسه يا بت" ,اريدك ان تتخيل ان هذه االغنيه يسمعها معظم ايام الاسبوع و تكاد تكون محفوره في ذاكرته ,النتيجه الطبيعيه ان هذا الشاب سيحاول ان يأخذ تلك "البوسه " الاسطوريه التي تنادي بها الوساده الخاليه بأي طريقه يهديه عقله اليها و بالطبع فان الموضوع يتفاوت ما بين المعاكسه بالكلام او محاوله اخذ "البوسه " او ما زاد عن ذلك !
2.       .دعني اقول لك ايضا ان هؤلاء الصبيه هم باعينهم سائقي الميكروباصات و التكاتك التي تعربد في شوارع القاهره دون رادع تفعل كما يحلو لها و تبلطج على خلق الله دون ان يتدخل احد .
3.       ثم اضف الى ذلك ما اطرش اذاننا من فتاوى و تصريحات و تعليقات و "تليئح كلام " حول ان الفتيات دائما هن المخطئات كون ان ملابسهن غير محتشمه او ان شعورهن تثير الرجال ...اذن فانت ان عاكست او تحرشت فانت يا حبه عيني معذور هما اللي ابالسه !!
4.       هل تخيلت كل هذا ..جيد ...الان اضف النهايه المأساويه بان رجال الشرطه المنوط بهم تنفيذ القانون و القبض على اولئك المتحرشين هم بذات اعينهم و بذات "ضبوراتهم " من يمارسون جميع فنون التحرش و حتى من منهم الذي لا يتحرش فانه لا يتحرك قيد انمله اذا ما رأى فتاه يعاكسها شاب ما في الشارع باللفظ او بالفعل .
الحقيقه ان فيلم 678 و انا اعترف انه صدمني بشكل كبير ,اذ لم اكن اعلم بكل هذه الطرق المبتكره . و الحقيقه ايضا ان التحرش الجنسي في مصر هو صفه سائده بين معظم الرجال المصريين . و الحقيقه الاكثر اهميه دائما هي ان التحرش الجنسي ليس هو نتيجه تدهور ديني ولا افكار تحرريه انما هو نتيجه انحطاط مجتمعي يتعامل مع المرأه على انها سلعه تباع و تشترى في سوق النخاسه و تستطيع ان ترى هذه الظاهره واضحه جليه في مناطق تشتهر بتزويج القاصرات للعرب من اجل الدولارات . و نتيجه انحطاط مجتمعي لا اخلاق فيه , انظروا الى تلك الدول الغير متدينه امريكا و اوروبا لن تجدوا فيها ما تعانيه سيدات مصر من انحطاط لا مثيل له في دول العالم .
من منكم لم يرى مره واحده على الاقل يوميا اثناء سيره في الشارع درجه من درجات التحرش ..لا احد . من منا رأى تحرشا فيه اعتداءا جسديا و تدخل ليساعد الفتاه المسكينه في الامساك بهذا المعتدي , لا احد ايضا ...اعلم اني رأيت سيده يتم التعدي عليها وهي تجلس داخل تاكسي يسير في شارع الهرم و لما نزلت لتطارد المعتدي بعد ان سقطت من التاكسي , ما كان من هذا المعتدي و قطيع الحيوانات الذي كان يسير خلفه الا ان تعدوا عليها بالضرب في ظل "فرجه " من الماره في الشارع المتكدس .
اين هو الحل اذن .. لا اعلم تماما لكني اتصور ان احد الحلول يكون في تغليظ عقوبه جريمه التحرش الجنسي بصوره كبيره , بالطبع هذا لن يتم بمبادره من برلمان عيب الشوم- الذي طالبت فيه النائبه الاخوانيه ام ايمن "عزه الجرف " بالغاء القانون من الاصل و اعتقد ان هذا يعبر عن منهج تفكير حزبها ككل - بل بالضغط الشعبي ..و ربما يكون احد الحلول الاخرى هو انشاء وحدات شرطه خاصه لمكافحه هذه الظاهره في شوارع القاهره ...لا اعلم , فالموضوع معقد و يمتد بجذوره في عقول غالبيه المصريين و يحتاج الى كثير من المجهود, لكني اعلم انه اذا لم يتم اتخاذ اجراء حاسم في القريب العاجل فالموضوع دا مش هيعدي على خير و لكم في انتقام بشرى من المتحرشين في فيلم 678 عبره لذوي العقول . ! ...

اخيرا ادعوك ان كنت من من سبق له ان "عاكسوا " فتاه في الشارع بكلمه او مشيت ورائها خطوات قليله بسخافتك المعتاده او فعلت اكثر من ذلك , ان لا تكرر فعلتك تلك ثانيه ,لانه يا احمق - و نحن جميعا في عداد الحمقى - سيأتي عليك اليوم الذي ستتزوج فيه من احدى هؤلاء الذين تعرض لهم بقف مثلك /مثلنا في الشارع من قبل ,كيف سيكون احساسك اذن حينها !!