و مضى الفالنتين ..هذا اليوم الكوميدي في حياه كل اعذب و المتعب في حياه كل مرتبط و الكئيب في حياه المتزوجين ..كالعاده يمر هذا الفالنتين كهولاء الاثنين و عشرين الذين سبقوه كيوم عادي لا يميزه شيىء سوى زحام شوارع القاهره و انتشار الورد و الدباديب في الاشارات بشكل مبالغ فيه ....اليوم بينما كنت اقف طويلا في احدى الاشارات انتظر الزحام ان يفك قليلا , و بينما كانت معظم السيارات الواقفه حولي "بتافصل " مع البائعين للحصول على تلك القلوب الحمراء باقل سعر ممكن ...خطرت على ذهني تلك المقوله التي تقول " يتمنعن وهن الراغبات " ...او كما قال تموره "حب البنت تكرفك اكرف البنت تحبك ".....!
بالطبع فان هاتين الجملتين كفيلتين بان يجعلوا كل فتاه او امرأه تقرأ تلك السطور تستشيط غضبا ..لكن اهدئي قليلا عزيزتي المرأه ,لست اتحدث عنك في هذا الفالنتين السعيد ..انما اتحدث عن علاقه الغرام و الود المتبادل بين روميو الثوره و جوليت جميله الجميلات ..روميو هو حزب الحريه و العداله او جماعه الاخوان المسلمون و جوليت معشوقه قلبه هو -او هي كما تفضل- المجلس العسكري ...فالمجلس العسكري يمارس بفن و صنعه "الدلال " و "التقل " و جميع فنون الدلع على حزبه المفضل و جماعته المحبوبه ..و على الجانب الاخر لا يترك الحزب بابا للود مع المجلس الا و طرقه كل هذا "علشان ينول الرضى " ....
1- مرحله "ياريت يكون لي معاد والحب يجمعنا سوى"
المرحله الاولى في تودد الحزب للسعكر بدأت منذ انتهاء المراحل العمليه للثوره بعد تنحي مبارك و تسليم السلطه للمجلس العسكري وقف الحزب او الجماعه في صف المجلس العسكري في معظم مواقفه -ابتدءا من الاستفتاء و لجنه التعديلات الدستوريه و وصولا الى مقاطعه مليونيات التحرير على مدار اشهر طويله ثم الانتخابات التشريعيه و احداث التحرير الاخيره- و لا مشكله اذا ما اضطره هذا الموقف الى معاداه او الصدام مع قليلا او كثيرا من القوى الثوريه لانه كما يقول المثل "لاجل الورد يتسقى العليق " في محاولات للبصبصه و التسبيل للمجلس و عيونه من خلف الستار احيانا و امامه احيانا اخرى ..و لما وجد الحزب ان محبوبه قلبه -او محبوب ولا اعلم ايهما هو الضمير الصحيح - لا يزال "تقلان " عليه قرر ان يأخذ تلك العلاقه الى مستوى اخر ..
2- مرحله "كعب جزمتك يدل على أنوثه طاغيه"
اما المرحله الثانيه فبدأت بعد ان قررالحزب ان يمارس بعض انواع الغزل الصريح -من بتوع العصر الجاهلي للي مذاكر ادب كويس من ثانويه عامه ....كان مضمون محاولات الغزل تلك ان ظهر كثيرا من قيادات الحزب و الجماعه معا على كثير من البرامج الحواريه للدعوه الى عدم المشاركه في تظاهرات مقبله -اثناء الدعوه لثوره الغضب الثانيه في شهري اغسطس و سبتمبر الماضيين- و احترام " اراده الشعب و عدم الالتفاف عليها " ولا مانع من تبرئه ساحه العسكري قليلا كل حين و اخر..
2- مرحله "كعب جزمتك يدل على أنوثه طاغيه"
اما المرحله الثانيه فبدأت بعد ان قررالحزب ان يمارس بعض انواع الغزل الصريح -من بتوع العصر الجاهلي للي مذاكر ادب كويس من ثانويه عامه ....كان مضمون محاولات الغزل تلك ان ظهر كثيرا من قيادات الحزب و الجماعه معا على كثير من البرامج الحواريه للدعوه الى عدم المشاركه في تظاهرات مقبله -اثناء الدعوه لثوره الغضب الثانيه في شهري اغسطس و سبتمبر الماضيين- و احترام " اراده الشعب و عدم الالتفاف عليها " ولا مانع من تبرئه ساحه العسكري قليلا كل حين و اخر..
لكن النتائج كانت مخيبه لامال الحزب او الجماعه , فبدلا من ان "يحن قلب" المجلس عليه و يعبره و لو "بنظره او ابتسامه " فاذا بالمجلس يحطم قلب الحزب و يلقي باحلامه في اول مقلب زباله في احداث محمد محمود الاولى ,فخرج الاعلام الرسمي الذي و بلا شك مسير باوامر و توجيهات المجلس العسكري , اذا به يلقي باللوم في الاحداث على الاخوان و السلفيين في ان واحد و يصور كل المتواجدين في التحرير على انهم اخوان و سلفيين لهم غرض من اسقاط البلاد و احداث الفوضى في ربوع مصر ...بالتأكيد كان وقع هذ كأن جوليت قد القت بجردل مياه ساقعه تلج على روميو من بلكونه بيتهم في عز البرد ...
3-مرحله "قطعني حته حته"
كل هذه "التناكه " التي يمارسها المجلس العسكري على الحزب لم تمنع الحزب من ان يستمر في محاولاته لان "ضرب الحبيب زي اكل الزبيب " فاذا بهم يقولون في المجلس قصائد حب و يمدحونه كثيرا ثم يتحدثون عن خروجا امنا للمجلس بلا مساءله و لا محاسبه و تنزيها له عن مستوى الشبهات كحديث الدكتور محمود غزلان مثلا.... و حتى انه بعد ان نجح الحزب في ان يفوز بالاغلبيه في انتخابات مجلس الشعب , قرر ان يستمر في تلك المحاولات لعله يميل قلب العسكري اليه , فلم يسمح ولو مره خلال ثلاثه اسابيع هي عمر البرلمان بان يصدر اي قرار فيه ادانه للمجلس العسكري و لم يسمح بتوجيه اللوم اليه و لم يفتح ايا من ملفات قتل المتظاهرين سواء في محمد محمود او القصر العيني او ماسبيرو او وزاره الداخليه ولا طالب فعليا بابسط حقوقه الديوقراطيه الا وهي تشكيل الحكومه حتى -و ان اعلن استعداه اذا ما كلفه حبيب القلب الغالي بذلك - لعله يظهر كفارس على صهوه جواده يدافع عن محبوبته من الاعداء الاشرار ...لكن المجلس العسكري لا يزال على موقفه الرافض لود الحزب بل و زاد على كل ما فعله الحزب بان خرج تقرير تحقيقات التمويل و التدريب الاجنبي ليشمل اسم حزب الحريه و العداله ايضا ,و كأنه يخاطب الحزب على لسان انغام قائلا "مش نظره و ابتسامه مش كلمه و السلامه دي حاجات كتيره ياما لو ناوي تحبني " ...
يبدو ان المجلس العسكري مستمتع لاقصى حد و هو يمارس على الحزب كل هذا الدلع السياسي بينما لا يزال الحزب يردد قول عبد الفتاح القصري "يا صفايح الزبده السايحه " كلما جامله العسكري بتعليق او بتصريح كل حين و اخر ....
0 التعليقات:
إرسال تعليق