السبت، 25 أغسطس 2012

صندوق النقد ...هيساعدك تفتح المشروع اللي نفسك فيه


كميه التبريرات التي مرت على اذاني امس و اليوم من الاخوان – و اللي على فكره انا مش اخوان بس ...- و السلفيين و المنتسبين اليهم و محبيهم و مشجعيهم و اللي يتشددلهم , اقنعتني تماما بان صندوق النقد هو البنك الاهلي المصري . بل يكاد يكون قرض الصندوق هو تماما عين سلسله اعلانات البنك في رمضان الماضي , كأن و بقدره قادر تحول صندوق النقد الدولي الى صندوق تنميه المشروعات الصغيره – و المتناهيه الصغر تطبيقا لتعليمات سياده الرئيس مبارك كما يقولون في الاذاعه و التليفزيون حتى الان – صندوق النقد هيساعدك تفتح المشروع اللي نفسك فيه . كل ما عليك عزيزي المواطن ان تتقدم الى اقرب فرع من فروع الصندوق و تشتري استماره خمسه مكرر , ثم تشتري باتنين جنيه دمغات و تلزقها على الطلب المرفق ثم تتفضل سياده المواطن يباتقدم الى اقرب وحده محليه للحصول على امضاء اتنين موظفين – بعد دفع مصاريف الشاي و الفطار و خلافه طبعا و لا تنسى كسوه الشتاء – و في النهايه تقدم الطلب الى الحاجه / كريستين لاجارد صاحبه  "صندوق نقديكو و اولاده " و سوف يتم صرف المبلغ المطلوب فورا عزيزي المواطن ...

كم الهزل الذي نسمعه هذه الايام بخصوص القرض هذا يفوق حدود العقل و المنطق . فما بين ان يقول المتحدث الرسمي باسم حزب النور بان هذه ليست فوائد انما "مصاريف اداريه " و ان يقول اخر ان 1.1 % ليست ربا و انما 2 % هي ربا –نسب هذا الكلام الى احد الشيوخ – لا اجد بدا من الطم بالبلدي مثل بنت" سلطح ملطح ". و حتى لا يخرج احد قائلا لعلها مصاريف اداريه حقا ,المصاريف الاداريه تكون رقما ثابتا و ليس نسبه من قيمه القرض ..هذا بالاضافه الى ان صندوق النقد لا يمنح قروضا بلا فوائد , مش تكيه هي . !

الا ان اعتراضي ليس على فوائد القرض , بالرغم من ان هؤلاء الذين يدعون بانها ليست فوائد ليهربوا بانفسهم من مأزق مهاجمتهم للفوائد الربويه اذا استمروا على هذه التبريرات في احداث قادمه سنفوق امريكا و الغرب في التحرر قريبا جدا , اعتراضي الاول و الاهم هو عن شروط هذا القرض ....ما هو صندوق النقد ,صندوق النقد ببساطه شديده هو الذراع الاقتصاديه غير الرسميه للولايات المتحده الامريكيه , يعطي القروض لمن اراد او شاء البيت الابيض ان يعطيه في مقابل تنفيذ حزمه من الاصلاحات الاقتصاديه التي يرونها هم تساعد على نمو السوق المقترض . الى هنا يبدو ان الامر هو مجرد عمل خيري , الا ان نفس هذا الصندوق النقدي هو من ذهب بالارجنتين " ورا الشمس " في ازمتها الاقتصاديه في 2001 حتى وصلت ديون الارجنتين الخارجيه اليوم الى 88 مليار دولار و هو نفس الصندوق الذي يقف وراء اشتعال الازمه في اليونان . كل هذا لان سياسات الصندوق تتمثل دائما في رفع الدعم الحكومي عن المحروقات " البترول و مشتقاته " و الكهرباء و الغذاء بالطبع , ثم مراحل لاحقه من الخصخصه للشركات العامه و برنامج تقشف حكومي بتخفيض عدد العماله في المصالح الحكوميه هو ما يتم الان في اليونان و قابله الشعب اليوناني باحتجاجات عنيفه في ظل اصرار من صندوق النقد على اجراءات التقشف و في النهايه فان اليونان مهدده بالخروج من منطقه اليورو بسبب هذه الازمه الاقتصاديه !!

هذا عن اليونان , اما عن مصر ..فمن تصريحات المسؤولين في الحكومه و تصريحات نقلت عن صندوق النقد فان من المتوقع ان تكون شروط الصنجوق المبدأيه هي رفع الدعم عن البترول و مشتقاته سواء بصوره كامله او جزئيه و رفع دعم الطاقه , اي زياده اسعار السولار و البنزين و الكهرباء في دوله يعيش 40% من سكانها تحت خط الفقر العالمي اي زياده في اسعار كل السلع و الخدمات الضعف تقريبا ...عادي عادي جدا ايه يعني لما كام مليون يموتوا !

ماذا يحدث اذا لم نستطع ان نسدد القرض و فوائده , هنا سوف يتدخل الصندوق لفرض سياسيات اقتصاديه اكثر تقفشا على مصر ,لضمان انجاح الاصلاحات الاقتصاديه و بالطبع ضمان ان نسدد القرض و فوائده . السؤال هل يستطيع الشعب المصري تحمل رفاهيه رفع الدعم , اذا كان بدعم و مش لاقي ياكل من غير دعم هيحصل ايه !!!!

هل كانت حاله مصر الاقتصاديه خفيه على مرسي و هو يرشح نفسه لرئاسه الجمهوريه و يعدنا ببرنامج المئه يوم . بالقطع لا فحزب الحريه و العداله حزبه كان حزب الاغلبيه في مجلس الشعب المنحل و يعلم تماما الارقام الاقتصاديه للبلد و هي بالمناسبه ارقام معلنه عالميا و ليست خفيه على دوله او منظمه اقتصاديه . و الائنح ان حكومه الجنزوري بفكرها القديم القائم على الاقتراض – كما كان فكر كل حكومات مبارك – حاول ان يأخذ نفس القرض لكن الحريه و العداله رفضت , لكن مرسي اصر على برنامج المئه يوم و مشروع النهضه الذي ادعى جذب 200 مليار جنيه استثمارات لا اعلم من اين و هو يقترض الاموال من صندوق النقد من الان .

هل الاقتراض من صندوق النقد هو الحل الوحيد لانقاذ مصر من حاله اقتصاديه متعثره , بالقطع لا الحلول كثيره , منذ يومين نشر حزب مصر القويه – ابو الفتوح – مقترحات الحزب التي اعدها الاقتصاديون في الحزب لكيفيه ايجاد تصريفه اقتصاديه تبعدنا عن الاقتراض من الصندوق . بل ان دكتوره هبه رؤوف استاذه الاقتصاد و العلوم السياسيه تبنت حمله لجمع تبرعات من مدخرات نساء مصر حتى لا نأخذ القرض المشؤوم على طريقه "بيع صيغتي ولا نتحوج للي يسوى و اللي مايسواش " و بعيده كل البعد عن الحلول الاقتصاديه انما اعتقد انها اطلقتها لايصال رساله بان الابتعاد عن هذا القرض هو اولويه مهما استدعى !

على كل الاحوال يوم الاثنين يزور مصر وفد اقتصادي امريكي رفيع المستوى , و لا حاجه لي بان اقول لكم انه جي يخلص في موضوع القرض .!

0 التعليقات:

إرسال تعليق