كميه التبريرات التي مرت على اذاني امس و
اليوم من الاخوان – و اللي على فكره انا مش اخوان بس ...- و السلفيين و المنتسبين اليهم
و محبيهم و مشجعيهم و اللي يتشددلهم , اقنعتني تماما بان صندوق النقد هو البنك
الاهلي المصري . بل يكاد يكون قرض الصندوق هو تماما عين سلسله اعلانات البنك في رمضان
الماضي , كأن و بقدره قادر تحول صندوق النقد الدولي الى صندوق تنميه المشروعات
الصغيره – و المتناهيه الصغر تطبيقا لتعليمات سياده الرئيس مبارك كما يقولون في
الاذاعه و التليفزيون حتى الان – صندوق النقد هيساعدك تفتح المشروع اللي نفسك فيه
. كل ما عليك عزيزي المواطن ان تتقدم الى اقرب فرع من فروع الصندوق و تشتري
استماره خمسه مكرر , ثم تشتري باتنين جنيه دمغات و تلزقها على الطلب المرفق ثم
تتفضل سياده المواطن يباتقدم الى اقرب وحده محليه للحصول على امضاء اتنين موظفين –
بعد دفع مصاريف الشاي و الفطار و خلافه طبعا و لا تنسى كسوه الشتاء – و في النهايه
تقدم الطلب الى الحاجه / كريستين لاجارد صاحبه
"صندوق نقديكو و اولاده " و سوف يتم صرف المبلغ المطلوب فورا
عزيزي المواطن ...
كم الهزل الذي نسمعه هذه الايام بخصوص القرض
هذا يفوق حدود العقل و المنطق . فما بين ان يقول المتحدث الرسمي باسم حزب النور
بان هذه ليست فوائد انما "مصاريف اداريه " و ان يقول اخر ان 1.1 % ليست
ربا و انما 2 % هي ربا –نسب هذا الكلام الى احد الشيوخ – لا اجد بدا من الطم
بالبلدي مثل بنت" سلطح ملطح ". و حتى لا يخرج احد قائلا لعلها مصاريف
اداريه حقا ,المصاريف الاداريه تكون رقما ثابتا و ليس نسبه من قيمه القرض ..هذا
بالاضافه الى ان صندوق النقد لا يمنح قروضا بلا فوائد , مش تكيه هي . !
الا ان اعتراضي ليس على فوائد القرض , بالرغم
من ان هؤلاء الذين يدعون بانها ليست فوائد ليهربوا بانفسهم من مأزق مهاجمتهم
للفوائد الربويه اذا استمروا على هذه التبريرات في احداث قادمه سنفوق امريكا و
الغرب في التحرر قريبا جدا , اعتراضي الاول و الاهم هو عن شروط هذا القرض ....ما
هو صندوق النقد ,صندوق النقد ببساطه شديده هو الذراع الاقتصاديه غير الرسميه
للولايات المتحده الامريكيه , يعطي القروض لمن اراد او شاء البيت الابيض ان يعطيه
في مقابل تنفيذ حزمه من الاصلاحات الاقتصاديه التي يرونها هم تساعد على نمو السوق
المقترض . الى هنا يبدو ان الامر هو مجرد عمل خيري , الا ان نفس هذا الصندوق
النقدي هو من ذهب بالارجنتين " ورا الشمس " في ازمتها الاقتصاديه في
2001 حتى وصلت ديون الارجنتين الخارجيه اليوم الى 88 مليار دولار و هو نفس الصندوق
الذي يقف وراء اشتعال الازمه في اليونان . كل هذا لان سياسات الصندوق تتمثل دائما
في رفع الدعم الحكومي عن المحروقات " البترول و مشتقاته " و الكهرباء و
الغذاء بالطبع , ثم مراحل لاحقه من الخصخصه للشركات العامه و برنامج تقشف حكومي
بتخفيض عدد العماله في المصالح الحكوميه هو ما يتم الان في اليونان و قابله الشعب
اليوناني باحتجاجات عنيفه في ظل اصرار من صندوق النقد على اجراءات التقشف و في
النهايه فان اليونان مهدده بالخروج من منطقه اليورو بسبب هذه الازمه الاقتصاديه !!
هذا عن اليونان , اما عن مصر ..فمن تصريحات
المسؤولين في الحكومه و تصريحات نقلت عن صندوق النقد فان من المتوقع ان تكون شروط
الصنجوق المبدأيه هي رفع الدعم عن البترول و مشتقاته سواء بصوره كامله او جزئيه و
رفع دعم الطاقه , اي زياده اسعار السولار و البنزين و الكهرباء في دوله يعيش 40%
من سكانها تحت خط الفقر العالمي اي زياده في اسعار كل السلع و الخدمات الضعف تقريبا
...عادي عادي جدا ايه يعني لما كام مليون يموتوا !
ماذا يحدث اذا لم نستطع ان نسدد القرض و
فوائده , هنا سوف يتدخل الصندوق لفرض سياسيات اقتصاديه اكثر تقفشا على مصر ,لضمان
انجاح الاصلاحات الاقتصاديه و بالطبع ضمان ان نسدد القرض و فوائده . السؤال هل
يستطيع الشعب المصري تحمل رفاهيه رفع الدعم , اذا كان بدعم و مش لاقي ياكل من غير
دعم هيحصل ايه !!!!
هل كانت حاله مصر الاقتصاديه خفيه على مرسي و
هو يرشح نفسه لرئاسه الجمهوريه و يعدنا ببرنامج المئه يوم . بالقطع لا فحزب الحريه
و العداله حزبه كان حزب الاغلبيه في مجلس الشعب المنحل و يعلم تماما الارقام
الاقتصاديه للبلد و هي بالمناسبه ارقام معلنه عالميا و ليست خفيه على دوله او
منظمه اقتصاديه . و الائنح ان حكومه الجنزوري بفكرها القديم القائم على الاقتراض –
كما كان فكر كل حكومات مبارك – حاول ان يأخذ نفس القرض لكن الحريه و العداله رفضت
, لكن مرسي اصر على برنامج المئه يوم و مشروع النهضه الذي ادعى جذب 200 مليار جنيه
استثمارات لا اعلم من اين و هو يقترض الاموال من صندوق النقد من الان .
هل الاقتراض من صندوق النقد هو الحل الوحيد
لانقاذ مصر من حاله اقتصاديه متعثره , بالقطع لا الحلول كثيره , منذ يومين نشر حزب
مصر القويه – ابو الفتوح – مقترحات الحزب التي اعدها الاقتصاديون في الحزب لكيفيه
ايجاد تصريفه اقتصاديه تبعدنا عن الاقتراض من الصندوق . بل ان دكتوره هبه رؤوف
استاذه الاقتصاد و العلوم السياسيه تبنت حمله لجمع تبرعات من مدخرات نساء مصر حتى
لا نأخذ القرض المشؤوم على طريقه "بيع صيغتي ولا نتحوج للي يسوى و اللي
مايسواش " و بعيده كل البعد عن الحلول الاقتصاديه انما اعتقد انها اطلقتها
لايصال رساله بان الابتعاد عن هذا القرض هو اولويه مهما استدعى !
على كل الاحوال يوم الاثنين يزور مصر وفد
اقتصادي امريكي رفيع المستوى , و لا حاجه لي بان اقول لكم انه جي يخلص في موضوع
القرض .!