اليوم , بينما نقف على عتبه السنه الجديده , لا اجد حرجا
من ان اعترف ان الثوره على وشك الفشل الذريع .و بغض النظر عن الاسباب التي ستودي
بالثوره الى صفحه "ثورات فاشله " في تاريخ مصر , و بغض النظر ايضا عن ان
هذه السنه هي بلا منازع الاكثر كأبه و الاكثر تعقيدا منذ سنوات طويله . لكني لا
اجد حرجا ايضا من ان اعترف باحدى "مكتسبات " الثوره و "مقدارات
" الشعب المصري العظيم و ايمانا منا باهميه التواصل مع شباب الثوره ,
اليوم اعلن عن خطين "حمر " جدد . خطين لم يختلف احدا في مصر حول اهميتهم
و حول دورهم "المحوري " في هذه الثوره . عن "كاسي نبيل " و "غيدا نوري " اتحدث ...
فاذا كانت الثوره قد اثمرت عن انخراط كثيرا من فئات
المجتمع المصري في الحياه السياسيه بشكل غير مسبوق , فانها ايضا قد انعمت علينا –
و اعتقد انني اتحدث بلسان حال معظم شباب و رجال بل و نساء مصر ايضا عندما اقول
"انعمت " – انعمت علينا بغيدا و كاسي. ربما تفوقت غيدا على كاسي لانها
تحدثت بلكنه لبنانيه صحيحه بينما كاسي تحدثت بلكنه مصريه "مكسره " ,انما
ملخص القول ان الاتنين كانوا " زي السكر " على قلب ملايين من المشاهدين الذين
سارعوا اما بالاشتراك في قناه كاسي على يوتيوب او بانشاء "هاش تاج "
يدعى "المزه اللي مع باسم يوسف " على تويتر ليتناقشوا حول غيده دونا عن
اي شيىء اخر بالحلقه , بيني و بينكم الاسلوب اللي اتبعه باسم يوسف في الحلقه دي
اسلوب ملتوي و ضرب تحت الحزام لكل البرامج التانيه , لكن هنفوتها لباسم المره دي
بس عشان خاطر عيون غيده .......
و بعيدا عن اعجاب كاتب هذه السطور بغيده او بكاسي او
بكلاهما , فان هناك هدف اخر وراء هذا الكلام . محاوله باسم يوسف في جذب المشاهدين – مع العلم
انها نجحت و عن جداره و تميز و بترحيب من المشاهدين ايضا- تثبت اننا شعب معظمه لا يفكر غير في "ليله
الخميس " و كل الحاجات العيب و الغلط اللي في الدنيا و ان اسطوره الشعب
المصري المتدين بطبيعته تشبه تماما اسطوره الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر و ان
الارض مسطحه . شعبنا يا ساده يا كرام ليس متدينا , بل ان الانحطاط الاخلاقي في مصر
قد وصل الى مستويات لا مثيل لها من قبل في ظل حاله من "الدروشه "
الدينيه الظاهريه .هذه الحاله ربما تكون مفهومه في ظل سنوات طويله من الفقر و
الجهل و الكبت . هذه التوليفه الجهنميه من الظروف تدفع المواطن المطحون الى شيئين
لا ثالث لهما .
الاول هو الالتجاء الى الدين – و لو ظاهريا – بحثا عن
الاخره عوضا عن حياته التي يراها بائسه و كئيبه و في نفس الوقت فان تدينه الظاهري
هذا لا يمنعه من فعل كل ماهو مخالف لتعاليم دينه ايا كانت بالرشوه و السرقه احيانا
و البصبصه و التحرش احيانا اخرى متبررا امام نفسه و امام بقيه من يعرفهم ب "
هنعمل ايه , العين بصيره و اليد قصيره " و "عشان نلاقي ناكل " ليبرر لنفسه الرشوه و السرقه او بان يدعي بانها
ليست رشوه ولا سرقه انما هي " تفتيح مخ " . و على الجانب الاخر البصبصه
و التحرش و المعاكسات يبررها قائلا " ما اصلي متجوز شاويش " . كل هذا مع
العلم انه يصلي الفرض بفرضه و كل قداس و يصوم رمضان و شعبان و شوال و العدرا و
الرسل و الخماسين كمان .
اما الامر الثاني و هنا تكمن مفارقه الشعب المصري حقا
فهو التجاء الرجل الى امرأته- التي لا ينفك عن وصفها بالشاويش - في عشيه كل يوم خميس ليفرغ كبت يومه المعتاد او الى الانترنت اذا كان غير
متزوج , و هنا ايضا تكمن مفارقه ظريفه ان الشعب المصري المتدين بطبعه يحتل المرتبه
الرابعه في البحث عن كلمه " جنس " على الانترنت بحسب محرك بحث جوجل .و
هنا تجد ان المصري ينفرد دونا عن سائر شعوب الارض بان يضع "الحبايه الزرقه
" كاولويه اولى و فوق اي اولويات اخرى في حياته ,فهي اهم من اكله و شربه و
ملبسه , و ثمنها قد يكون هو كل ما استطاع عامل ما ان يجمعه في يوم كامل . و عندما
يجد نفسه انه قد رزق بسبع او ثمان اطفال , لا يجد لنفسه مبررا سوى ان "العيل
بيجي برزقه معاه " ..يا عم الحج مش بيجي برزقه معاه و الا انت كنت بقيت وزير
و مصر بقت اغنى من اوروبا كلها على بعض !!!
و لهذا فانه قلما تجد بين اوساط الطبقات المتعلمه و الميسوره ماليا من قد
انجب اكثر من اربعه اطفال على اقصر تقدير .
على ايه حال ..هل رأى احدكم نقدا لما قالته غيدا
في الحلقه او كاسي في ايا من تعليقاتها المصوره , نقدا للفكر اعني ...ما تتعبش
نفسك مش هتلاقي .اعتقد ان مبارك لو كان قد كلف غيدا او كاسي بالقاء ايا من خطاباته
لخلت شوارع مصر من اي معارض له ...و لو ترشحت ايا منهما لرئاسه مصر , اعتقد انهم سيحصلون على اصوات تفوق كثيرا من المرشحيين المحتملين الحاليين
0 التعليقات:
إرسال تعليق