![]() |
صوره متنشره لمواطن يبكي بعد أن فشل فى إستبدل الانبوبه بواحدة جديدة |
في الفتره التي سبقت الانتخابات البرلمانيه
,تنافست برامج التوك شو في استضافه ممثلي الاحزاب المختلفه و التوجهات السياسيه و
الحركات و الجماعات لطرح رؤيتها حول المشكلات السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه
ايضا و تطرقوا احيانا للمشاكل الرياضيه . و لكن بقت حقيقه واحده , ان الاكثر ظهورا
و حديثا على شاشات الفضائيات كانوا من ممثلي الاحزاب ذات المرجعيه الدينيه و
بالاخص جماعه الاخوان المسلمون و حزب النور السلفي . ربما كان قصد معدي تلك
البرامج و مقدميها في معظم الاحيان هو اظهار الفكر المتطرف عند بعض من هؤلاء
المتحدثين باسم هذا الحزب او ذاك و ربما كان هدف بعضا اخر من البرامج هو طرح افكار
هذه الاحزاب التي كان الجميع يظن انهم سوف يحصدون اغلبيه برلمانيه و هو ما حدث
بالفعل . الا انه في جميع الاحوال كان النقاش دائما ما يتطرق لثلاثه مواضيع لا
رابع لهم و هم كالتالي " السياحه و البكيني " "الخمر " و
اخيرا "فرض الحجاب بالقوه " .
تعجبنا كثيرا و احترنا لماذا دائما هذه المواضيع الثلاث هي كل ما يؤول اليه الحديث
مع ممثلي التيار الديني و لماذا لا يتحدثون عن مشاكل التعليم او الصحه او او او
.... و كان الرد جاهز دائما من مؤيدي هذه الاحزاب بان مقدمي تلك البرامج هم من
يريدون للحديث ان يسير في هذا الاتجاه حتى يحرجوا ممثلي الاحزاب و يظهرونهم كمن
يهتم بالبيكيني و الخمر فقط و اسهبوا لنا في الوعود باننا سوف نرى اداءهم في
البرلمان عندما يصلوا اليه . و قد كان ...
مضى ما يزيد عن الشهر على اول جلسه للبرلمان , دعك من ان اغلبيه هذه البرلمان بكل
تياراته اسلاميه و ليبراليه و اشتراكيه لم تتجرىء على ان توجه لوما او اتهاما
للمجلس العسكري على جرائمه و دعك ايضا من اذعانهم و استسلامهم لان يظل الجنزوري و
حكومته في مواقعهم حتى تاريخه هذا , تبقى المصيبه الاخطر و الاهم هي هذا الطلب
العاجل الذي تقدم به بعض من النواب الى رئيس المجلس .
الطلب العاجل الذي يرونه مسأله حياه او موت
في تاريخ الوطن و عمر المواطن الان هو اغلاق المواقع الاباحيه و حجبها من على شبكه
الانترنت . نوابنا المحترمون لم يعطوا اي اهتماما لازمات طاحنه – متكرره – تواجه المصريين
,ازمات العيش و مياه الشرب و الانابيب بل صبوا جامات غضبهم و اهتمامهم على المواقع
الاباحيه .و لحسن حظنا و سوءه ايضا ان هؤلاء النواب لم يخالفوا ظنونا فيهم و
اثبتوا لنا بالدليل القاطع ان كل ما يشغل عقولهم هو كل ما يتعلق بقرص دواء
"ازرق اللون " . لا اعلم هل في اعتقاد هؤلاء السفهاء من يؤيدون مثل تلك الطلبات العاجله ان حجب هذه
المواقع سوف يحل تلك المشاكل ,ام سوف يخلق فرص عمل و يدخل مياه شرب نظيفه الى
العشوائيات و يخفض سعر رغيف العيش الادمي الى خمسه قروش ام فقط سوف يرضي غرورهم في فرض تدينهم الظاهري
على كل من يخالفهم ام انهم يروون ان "الفقر مش عيب " و لهذا فلا مانع من
تركه على حاله و التفرغ لكل الاشياء "العيب " الاخرى !!
لن اتحدث حول قضايا الحريات بشأن تلك المواقع
, لكني سأتحدث عن قضايا الانسانيه . هؤلاء الذين وصلوا الى كراسي البرلمان الاثير
باصوات مواطنون 40 % منهم اميين و 20 % تحت خط الفقر و معدل بطاله يزيد عن 12 % من
الشباب تحت سن الثلاثين و اعلى معدل لفيروس
"سي – الكبدي الوبائي" في العالم و واحده من اعلى معدلات الفشل الكلوي
من مياه شرب مختلطه بمياه الصرف و اكثر من 20 % من الاطفال تحت سن الخامسه عشر
يعانون من سوء التغذيه ,هم لا يأبهون بكل تلك الارقام , فهي لهم مثل من سبقهم لا
تمثل سوى ارقام و اصفار متتابعه و ليسوا بشرا في امس الحاجه الى من يعينهم , هم فقط يهتمون بترسيخ سيادتهم على المجتمع و
سطوتهم عليه بكلام ديني معسول احيانا و مفزع في معظمه عن عواقب مخالفه ارائهم و يهتمون ايضا بالظهور على فضائياتهم و السكن في
فيلات و قصور بعد ان تركوا العشوائيات لقطانيها تنهار عليهم كما تشاء , كل هذه
البلاوي حلال اما تلك المواقع فهي حرام حرام حرام. و ايضا ان كان هؤلاء النواب
يعيبهم انهم لم يهتموا ان يتكلموا سوى عن غلق المواقع الاباحيه الافتراضيه و تركوا
المواقع الاباحيه في عشوائيات القاهره و الصعيد , فان ايضا اولئك النواب من ممثلي
باقي التيارات الذين لم يحركوا حتى الان ساكنا تجاه هؤلاء المطحونين يشاركونهم
اثمهم .
عندما شرعت في كتابه هذه السطور السابقه ,
فتحت "جوجل للصور " و كتبت "مصر الفقر" , ادعي اني فزعت من كم
الصور المنشور و فظاعتها ,اذا وجدت نفسك تشعر بملل من حياتك اكتب "مصر الفقر
" على جوجل و انظر قليلا للصور لعلك تدرك قليلا من تلك المأساه ..
![]() |
في اعقاب حادث الدويقه |
1 التعليقات:
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة بجد
إرسال تعليق