الخميس، 23 فبراير 2012

الفقر مش عيب

صوره متنشره لمواطن يبكي بعد أن فشل فى إستبدل الانبوبه بواحدة جديدة

في الفتره التي سبقت الانتخابات البرلمانيه ,تنافست برامج التوك شو في استضافه ممثلي الاحزاب المختلفه و التوجهات السياسيه و الحركات و الجماعات لطرح رؤيتها حول المشكلات السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه ايضا و تطرقوا احيانا للمشاكل الرياضيه . و لكن بقت حقيقه واحده , ان الاكثر ظهورا و حديثا على شاشات الفضائيات كانوا من ممثلي الاحزاب ذات المرجعيه الدينيه و بالاخص جماعه الاخوان المسلمون و حزب النور السلفي . ربما كان قصد معدي تلك البرامج و مقدميها في معظم الاحيان هو اظهار الفكر المتطرف عند بعض من هؤلاء المتحدثين باسم هذا الحزب او ذاك و ربما كان هدف بعضا اخر من البرامج هو طرح افكار هذه الاحزاب التي كان الجميع يظن انهم سوف يحصدون اغلبيه برلمانيه و هو ما حدث بالفعل . الا انه في جميع الاحوال كان النقاش دائما ما يتطرق لثلاثه مواضيع لا رابع لهم و هم كالتالي " السياحه و البكيني " "الخمر " و اخيرا  "فرض الحجاب بالقوه " . تعجبنا كثيرا و احترنا لماذا دائما هذه المواضيع الثلاث هي كل ما يؤول اليه الحديث مع ممثلي التيار الديني و لماذا لا يتحدثون عن مشاكل التعليم او الصحه او او او .... و كان الرد جاهز دائما من مؤيدي هذه الاحزاب بان مقدمي تلك البرامج هم من يريدون للحديث ان يسير في هذا الاتجاه حتى يحرجوا ممثلي الاحزاب و يظهرونهم كمن يهتم بالبيكيني و الخمر فقط و اسهبوا لنا في الوعود باننا سوف نرى اداءهم في البرلمان عندما يصلوا اليه  . و قد كان ...

مضى ما يزيد عن الشهر على اول جلسه  للبرلمان , دعك من ان اغلبيه هذه البرلمان بكل تياراته اسلاميه و ليبراليه و اشتراكيه لم تتجرىء على ان توجه لوما او اتهاما للمجلس العسكري على جرائمه و دعك ايضا من اذعانهم و استسلامهم لان يظل الجنزوري و حكومته في مواقعهم حتى تاريخه هذا , تبقى المصيبه الاخطر و الاهم هي هذا الطلب العاجل الذي تقدم به بعض من النواب الى رئيس المجلس .

الطلب العاجل الذي يرونه مسأله حياه او موت في تاريخ الوطن و عمر المواطن الان هو اغلاق المواقع الاباحيه و حجبها من على شبكه الانترنت . نوابنا المحترمون لم يعطوا اي اهتماما لازمات طاحنه – متكرره – تواجه المصريين ,ازمات العيش و مياه الشرب و الانابيب بل صبوا جامات غضبهم و اهتمامهم على المواقع الاباحيه .و لحسن حظنا و سوءه ايضا ان هؤلاء النواب لم يخالفوا ظنونا فيهم و اثبتوا لنا بالدليل القاطع ان كل ما يشغل عقولهم هو كل ما يتعلق بقرص دواء "ازرق اللون " . لا اعلم هل في اعتقاد هؤلاء السفهاء  من يؤيدون مثل تلك الطلبات العاجله ان حجب هذه المواقع سوف يحل تلك المشاكل ,ام  سوف يخلق فرص عمل و يدخل مياه شرب نظيفه الى العشوائيات و يخفض سعر رغيف العيش الادمي الى خمسه قروش  ام فقط سوف يرضي غرورهم في فرض تدينهم الظاهري على كل من يخالفهم ام انهم يروون ان "الفقر مش عيب " و لهذا فلا مانع من تركه على حاله و التفرغ لكل الاشياء "العيب " الاخرى !!

لن اتحدث حول قضايا الحريات بشأن تلك المواقع , لكني سأتحدث عن قضايا الانسانيه . هؤلاء الذين وصلوا الى كراسي البرلمان الاثير باصوات مواطنون 40 % منهم اميين و 20 % تحت خط الفقر و معدل بطاله يزيد عن 12 % من الشباب تحت سن الثلاثين و اعلى معدل لفيروس "سي – الكبدي الوبائي" في العالم و واحده من اعلى معدلات الفشل الكلوي من مياه شرب مختلطه بمياه الصرف و اكثر من 20 % من الاطفال تحت سن الخامسه عشر يعانون من سوء التغذيه ,هم لا يأبهون بكل تلك الارقام , فهي لهم مثل من سبقهم لا تمثل سوى ارقام و اصفار متتابعه و ليسوا بشرا في امس الحاجه الى من يعينهم  , هم فقط يهتمون بترسيخ سيادتهم على المجتمع و سطوتهم عليه بكلام ديني معسول احيانا و مفزع في معظمه عن عواقب مخالفه ارائهم  و يهتمون ايضا بالظهور على فضائياتهم و السكن في فيلات و قصور بعد ان تركوا العشوائيات لقطانيها تنهار عليهم كما تشاء , كل هذه البلاوي حلال اما تلك المواقع فهي حرام حرام حرام. و ايضا ان كان هؤلاء النواب يعيبهم انهم لم يهتموا ان يتكلموا سوى عن غلق المواقع الاباحيه الافتراضيه و تركوا المواقع الاباحيه في عشوائيات القاهره و الصعيد , فان ايضا اولئك النواب من ممثلي باقي التيارات الذين لم يحركوا حتى الان ساكنا تجاه هؤلاء المطحونين يشاركونهم اثمهم .

عندما شرعت في كتابه هذه السطور السابقه , فتحت "جوجل للصور " و كتبت "مصر الفقر" , ادعي اني فزعت من كم الصور المنشور و فظاعتها ,اذا وجدت نفسك تشعر بملل من حياتك اكتب "مصر الفقر " على جوجل و انظر قليلا للصور لعلك تدرك قليلا من تلك المأساه ..
في اعقاب حادث الدويقه

1 التعليقات:

رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة بجد

إرسال تعليق