الأربعاء، 25 يناير 2012

سيدى مولاى المشير

سيدى مولاى المشير                                حلمت لك حلما خطير
ترتعد له الفرائص والابدان                         الكبير قبل الصغير
وكأنك تجلس على كرسى مملكة                   وبيدك مقاليد الحكم و المصير
تأمر فينام هذا على السرير                         و ان اردت فيعلى صوت الشخير
واما الكرسى فله بهاء عظيم                       خشب متين دمياطى للتصدير
كل هذا يا مولاى جميل                            اما الباقى من الحلم مرير
السوس ينهش فى ارجل الكرسى                  سوس اسود مدملك شرير
وسرعتهم فى النخر اسرع من                  شركة ساويرس للبناء و التعمير
لا نافع معاهم رش ولا مبيد                     ولا حتى نافع عجينة صراصير
المشكلة ان بقى مسنود على رجل              وهما عددهم كتير كتير كتير
وعليهم عزم يهد جبل مش كرسى               وسنان عملاقة زى المناشير
مكتوب على جبهتهم تغيير                       جايين فى مراكب بتنادى تحرير تحرير
والكرسى بيتهز من تحت جنابك                  وعبيدك بتلصم فيه بالمسامير
مليون مسمار مش نافعين                         والمسامير فجأة بقت لسعادتك خوابير
والوقت يعدى كأنه صاروخ                       وجنابك بتقلب فى الدساتير
بتدور على حل للسوس اللى احتل                 الكرسى و مقرب على السرير
والكرسى خلاص مبقاش موزون                  وعبيدك فى الاصل حمير
مش لاقيين مخرج لسعادتك                          ولا لاقيين رد ولا تبرير
وجت الساعة ووقف العقرب                      وسقط  مولاى المشير


تانى

تانى الامل بيرجعلنا تانى
وان كان حتى ضاع لثوانى
تانى الروح بتعلا بالاغانى
فى الميدان الثورة صاحية بصوت حيانى
ومصر فرحانة بولادها وسطها
وانا باهتف و هى سامعانى
25رجع من جديد تانى
رجع بالامل لكل من بيعانى
رجع لعسكر من الحلم مانعانى
رجع لعسكر غش زى القرش برانى
رجع بصوت يسقط يسقط حكم العسكر
ويعيش المجنى عليه و يسقط الجانى

مارك مجدى

الأحد، 15 يناير 2012

من البرادعي رئيسا الى البرادعي سخيفا


دعوني اصغيها ببساطه , انا احد مؤيدي البرادعي و احد الذين كان سيعطوه صوتهم بكل ثقه في الانتخابات و ربما نجحت عده مرات في ان اتي اليه بقليل او بكثير من الاصوات لاناس كانت النيه عندهم هي انتخاب الفريق شفيق او الفشيق فريق –كما اشتهر في اوساط تويتر منذ حلقه علاء الاسواني الشهيره- و احيانا من ابو الفتوح و عمرو موسى ايضا ...حقيقي ان الرجل هو اول من نادى و عمل من اجل التغير فعليا على الارض في حملته الشهيره لجمع توقيعات التغيير قبل ما يزيد عن العام و النصف قليلا و كال له النظام الاتهامات بكل ما استطاع من عماله و خيانه و تحالف مع الامريكان و اسرائيل – بعد ان منحه مبارك قلاده النيل بالطبع – و شارك بفعاليه في جمعه الغضب و ضرب مثل باقي المتظاهرين بخراطيم المياه في ميدان الجيزه و لن ابالغ حين اقول انه الاب الروحي للثوره ..كل هذه الكلمات صادقه و جميله لكني لا ازال مقتنع تماما انه بعد الثوره لم يكن يطل علينا الا مره كل شهر عبر تويتر حين يسدد اشتراك الانترنت و مره كل شهرين على احدى القنوات التليفزيونيه حين يسدد اشتراك هاتفه المحمول ....!

على مدار عام كامل هو عمر الثوره حتى يومنا هذا ,دعنا فقط نقول انه سنحت للبرادعي فرص عديده جدا – اكتر من عدد الاجوان اللي شيكابالا بيضيعها كل ماتش – ليقود مسيره الثوره في منحنى جديد و الى مسارها الصحيح , فاكثر شيىء اضر بالثوره بعد عده شهور من قيامها انها لم تفرز قيادات تعبر عن رأي الثوره و كان البرادعي هو الشخص الاقرب لهذا التصور لقياده من قيادات الثوره لانه احد مؤسسي فكره التغيير او المؤسس الرئيسي لها . لكن الرجل كان دائما ما يعتذر عن اي منصب قيادي مبررا موقفه بانه لا يريد ان يسطو على الثوره او ان يقفز على ثوره الشباب ,موقف يحترم , الا انه اضر بالثوره كثيرا لانه جعلها هشه و عرضه للتفتت و هو ما حدث بالفعل .على ايه حال كان فعله هذا مبررا للكثيرين في ضوء نزاهه الرجل و امانته لكن الغير مبرر هو موقفه الاخير ..البرادعي بعد صراع طويل يعلن انسحابه من الترشح لرئاسه الجمهوريه ...بالبساطه دي ..!

خرج علينا الدكتور البرداعي في خطاب اعلامي القى من خلاله بيان يحمل فيه اسبابه في الانسحاب من سباق الرئاسه , انحصرت اسبابه في ان المناخ غير مهيىء و ان "ربان السفينه " لا يزال يمارس قمعا و يأخذ البلاد الى الهاويه و متاهات و حوارت عقيمه لا طائل منها و عنف و قتل و تحرش و محاكمات عسكريه و اداره خاطئه للاقتصاد و السياسه و الامن ...الخطاب جاء صادما , فهو لم يأتي بجديد على الاطلاق ..هل خدعك احدا حضره الدكتور و قال لك انك تترشح في سباق رئاسه الولايات المتحده او فرنسا . الا تعلم انه اذا كان ربان السفينه – و هو المجلس العكسري و لا اعلم السر الذي يمنعك من ان تذكر اسمه – اذا كان قد نجح في اداره تلك الملفات السابقه و لم تتركب في عهده تلك المجازر في ماسبيرو و محمد محمود و القصر العيني لربما فقط لربما كان المصريين سيشيدون التماثيل لاعضاءه في ميادين مصر جميعا ,الم تدرك ان الانتخابات الرئاسيه كانت هي امل الكثيرين في ان يأتوا بك زعيما للبلاد لتطهرها من هذا الفساد و تدفع بالقتله الى السجون و المحاكمات العادله , هل تعتقد ان احدا في بر مصر لا يعلم ان "ربان السفينه " يقودها للغرق المحتم , هل اعتقدت ان كل معايير الديموقراطيه تتطبق في مصر "بحذافيرها " الان , فلما كسرت تلك المعايير قررت ان تقاطع الانتخابات !...

مشكله البرادعي انه لم يأخذ موقفا ثوريا حقا الا قليلا , فالرجل بحكم عمله كسياسي طيله حياته اعتاد ان يتخذ قرراته ببطىء و تروي لتخرج حكيمه موزونه , الا ان القرارات السياسيه الحكيمه كانت دائما متأخره عن الثوره عده ايام و ربما عده اسابيع . الرجل لم يدرك انه اصبح رمزا للتغيير في مصر , و لم يدرك ان شهرته العالميه قد جعلت النظام السابق و روافده الحاليه تخشاه كثيرا و تخشى مهاجمته باي طريق سوى الطريق الاعلامي الذي اصبح لا قيمه لمعظمه الان بعد سقوط هيمنه ماسبيرو , و لم ايضا يقدر مجهودات الاف من الشباب الذين تطوعوا في حملته الرئاسيه و عرضوا انفسهم لمضايقات كثيره امنيه تاره و سياسيه تاره و دينيه متطرفه تاره اخرى , و لم يقدر انه اخيرا حينما بدأ المواطن العادي يتعرف على من هو البرادعي الحقيقي و يتحول بتفكيره اليه ,اذ به يفاجأ ان الرجل الذي عقد عليه الامل قد باعه و خانه فكيف تتوقع منه ان يظل مؤمنا بالثوره بينما يراك انت تتخلى عنها  , هذا المواطن لا يقدر و لا يهتم ان يقدر اي اعتبارات او حسابات سياسيه قد تراها انت صحيحه و يراها الساسه ايضا كذلك ..انت بقراررك هذا كعادل امام في مسرحيه الزعيم حينما قال "لماذا قمنا بالثوره , انا لا اعلم لماذا قمنا بالثوره انا كنت في الحمام ساعتها " ...سيظن الكثيرين و سيكون عندهم حق , انك لم تكن في الحمام بل في فيينا .!

 يختم البرادعي خطابه بانه لم ينسحب من الساحه بل من سباق الرئاسه و ان امل مصر في شبابها , اتمنى صادقا و امني نفسي ان يكون انسحاب البرادعي هو البدايه ليعود للشارع في 25 يناير المقبل ليقود الموجه الثانيه دون حرج كونه خارج السباق ...اذا لم يعود البرادعي الى الميدان في 25 يناير القادم فمرحبا بالبرادعي سخيفا و ليس رئيسا , فسيثبت ان كل من قال عليه انه "طري " كان يملك بعد نظر .

الجمعة، 13 يناير 2012

التجربة الشخصية فى الامتحانات الشفهية

اللى سيادتك هتقراه ده هو سرد لتجربة امتحان شفوى و دى حكاية مكررة بس للاسف واقعية جدا و اللى حصل معايا اتكرر مع كتير جدا من زملائى بنفس الصورة يمكن اقل حدة او اكثر ولكن تظل الحقيقة المرة و كم المرارة  وانت تحكى ما حدث معك  "دماغك ماتروحش لبعيد" و ان تتذكر ما حدث هو الاقسى و الاصعب فى التجربة

تبدأاحداث القصة وانا ابحث عن مكان اللجنة التى سيتم فيها امتحان سيادتى شفهيا و انا ماشى اصلا بكلم نفسى من اللى حصل فىً فى امتحان النظرى و عمال اسب و العن فى واضع الامتحان و فى الامتحان و فى المراقب و فى جميع الشخصيات اللى قابلتها اليوم ده الكارتونية منها و الحقيقية ايضا

استرحت قليلا ووقفت امام اللجنة انتظر من سيخرج من عند حضرة البيه الدكتور عشان اخمن او استفسر بيسأل فى ايه يمكن يكون بيسأل نفس الاسئلة و غالبا كل مرة بيخيب ظنى لأن اغلب الدكاترة فهموا الحوارات دى لكن المفاجأة المرة دى ان الدكتور لسه مجاش فضلت منتظر ساعة ورا ساعة الى ان اكتشفنا بالصدفة البحته ان الدكتور راح يجامل دكتورة تانية مقدرتش تيجى وراح خد مكانها و سابنا احنا ملطوعين المهم اننا عرفنا مكان البرنجى اللى هايمتحنا

من الانتظار لسيادة الباشا عشان ييجى الى الانتظار من انه ينجز و هو بيمتحن الناس مكانش بينهم فرق كبير نفس الرتابة و الملل و الوقت اللى مبيعديش و قلق الطلبة بره اللجنة و اللهفة على كل طالب خارج تسأله ايه الاخبار و نفس السؤال المتكرر ايه بيسأل فى ليه و ايده فرطة و لا لأ و اسئلة كده تحسسك انه مش دكتور تحسه عريس متقدم لبنتك

عزيزى القارىء (على رأى الكتاب الكبار) مأساتى لم تبدأ بعد المأساه كانت مع بداية دخولى لجنة الامتحان مع "رضا" اينعم "رضا" رضا دى مؤنث بالمناسبة..........انثى يعنى بس مش اى انثى مع ان اسمها ذكورى جدا الا انها انثى حقيقية كما يقول الكتاب .....عينين ملونين و شعر ماشوفتش لونه ايه عشان كانت محجبة بس المهم دخلت مع رضا و باقى الرفاق  للجنة و اليكم الاحداث بدون تهويل او مبالغة

بدأ الدكتور باعطائنا ورقة الغياب بينما بدأت رضا باثبات حضورها ووجودها بطريقة تانية حيث وضعت رجل على رجل واول م حطت الرجل على الرجل انا عينى كانت هتبظ منى مش على رضا صدقونى بس احتراما للنجم اللى هايمتحنا ده و الله بس للاسف مالقتش منه اى امتعاض ولا منها اى احراج

بدأت الاسئلة و جاء الدور على رضا و كانت اللحظة التاريخية و الان السؤال الاول و سمعت فى ودانى موسيقى برنامج من سيربح المليون و صوت دقات القلب يرتفع رويدا رويدا و تحركت شفتاها لتجاوبان و انا بقول جوه نفسى يا رب يا رضا متخلصى النهارده استفيضى يا رضا افحميه اشجى كده و سمعينا الاجابات النموذجية و الله دا انتى مدرسة  و هى عينيها مركزة مع الدكتور يا بخته بصراحة

وهنا بدأ الدكتور يتلعثم و يقولى يا ريمون و يقول لريمون يا خالد و يقول احمد يا مايكل بينما رضا نالت اقب "حبيبتى" و الله العظيم كان بيقولها حبيبتى و عشان متقولوش ده قد ابوها لأ ده قد خطيبها حبيبها حاجة كده بتاع تلاتين سنة 

لن ابالغ و اقول ان الدكتور كان ناشف معانا او كرهنا و احب رضا فقط لأ هو حبنا كلنا الصراحة و تيقنت فى نهاية الامتحان انه احبنا كلنا من اجل رضا 

عاشت رضا .......وعاش الدكتور
ولنذهب جميعا للجحيم

"ملحوظة : رضا جابت 28 من 30

الثلاثاء، 10 يناير 2012

امتحان الدين الصعب..خلط الدين بالدين



لا استطيع ان اتذكر مره واحده كان امتحان الدين صعبا , كان امتحان الدين في سنوات التعليم الاساسي و الثانوي هو بالقطع الاسهل على الاطلاق و هو يوم اجازه في وسط الامتحانات او يوم "العربي بس يعني " اذا ما اتى مع امتحان اللغه العربيه في نفس اليوم . اذن ملخص القول ان احدا على مدار العشرون سنه الاخيره لم يلقي بال للاهتمام بماده الدين و تدريسها كما ينبغي , سواء كان اسلاميا او مسيحيا . هذه السطور القليله القادمه ايضا ستحمل رؤيه دينيه مسيحيه صرفه لكثير من الاحداث المؤخره , قد يُصدم البعض عندما يقرأ تلك السطور و سيختلف كثيرون معها و سيرى الاكثر انه كلام انشائي نموذجي غير قابل للتطبيق..


"لا تصالح و لو منحوك الذهب ..لا تصالح و لو قيل لك رأس برأس " لا تصالح هي قصيده من احلى ما كتب امل دنقل , لكن هذه القصيده بينما نتغنى بروعتها الشعريه و نقتاد بها شعارا لكثير من المواقف , فهي تضرب مبادىء الديانه المسيحيه كما يؤمن بها معظم مسيحي العالم في الصميم , في مبادئها الجوهريه . المسيحيه تقوم على ثلاث اعمده رئيسيه هي الحب و الغفران و التسامح رتبهم كما شئت فهم مترابطين بالضروره , و لان هذه المبادىء هي جوهر التعليم فسنجد ان السيد المسيح لما قرر ان يبدأ في تبشير الشعب اليهودي ,لما بدأ في خدمته , بدأ بالموعظه على الجبل ليضع الاسس التي لا بديل و لا خلاف عنها . بدأ السيد المسيح بالتطوبيات المشهوره "طوبى لصانعي السلام , طوبى للودعاء , طوبى للرحماء ,طوبى لكم اذا طردوكم " ..و هي وصايا كانت جديده على شعب تعلم غلظه القلب و التدين الظاهري فقال الله عنهم "هذا الشعب يعبدني بشفتيه اما قلبه فمبتعد عني " ..انتقل السيد المسيح لمستوى اعلى و اصعب فبدأ يقول "قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل.ومن قتل يكون مستوجب الحكم. واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم " و هنا نجد ان السيد المسيح اضاف على الوصيه القديمه ليس فقط عدم القتل بل ايضا ان كل من يغضب على اخيه باطلا و كل من قال شتم يكون مستوجب الحكم و المجمع بل و ايضا نار جهنم ...الحقيقه انه في هذا العالم تجرفنا الحماسه كثيرا و الغضب ايضا –ربما ظهر بصوره جليه في الايام التي اعقبت الثوره- فنندفع في كيل الشتائم و الاهانات لهذا و ذاك مستحقا لها ام غير مستحق و لكنها في النهايه تخالف الوصيه مخالفه صريحه , يجرفنا العالم تحت تأثير الضغوط اليوميه و المعيشيه و احيانا حتى نساير الكثيرين و ننساق معهم في نفس القطيع فأما ان نتفوه بافظع الالفاظ على اشخاص بعينهم لنؤكد على توافق مواقفنا مع مواقف هؤلاء الكثيرين او نمتنع فنصنف في عداد المخالفين لرأيهم و نتحمل نحن ايضا سيل شتائمهم ...لكن ايضا الوصيه صريحه في انه "ينبغي ان يطاع الله اكثر من الناس " و "كل كلمه بطاله ستطعون عنها حساب "


اكمل السيد المسيح حديثه و انتقل للمستوى الذي يراه الكثيرين الاكثر صعوبه و هي الكلمات الاخيره في الموعظه على الجبل و كأنه اراد ان يقول تلك الكلمات ليتوج بها الموعظه "واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم .لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السموات.فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم.اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك.وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون.اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل" هذه هي الوصيه , واضحه و صريحه و لا لبس فيها , ان تحب حتى اعدائك – و اعدائك هنا هم من يعتبرونك انت عدو , اما المسيحي فينبغي ان لا يكون له عدو سوى الشيطان وحده كقول الكتاب " ابليس هو خصمكم " – و لا تحبه فقط بل ان تباركه و تحسن اليه و تصلي لاجل هذا الذي يسيىء اليك و يطردك و يضهدك ايضا ...هل تريدون مثالا صعبا ؟ ينبغي على كل مسيحي ان يحب " اللواء حمدي بدين قائد الشرطه العسكريه " نعم ان يحبه , محبه بلا رياء , و هو الرجل الذي ينسب اليه مسؤليه كل جرائم و قتل و سحل و ضرب المصريين على يد قوات الشرطه العسكريه التي يقودها ...سيبدأ البعض بان يقول كيف احب القاتل , هكذا اصبح قاتل مثله , كيف احب السارق و انتم تعلموننا الخضوع و الذل . الوصيه واضحه و لا تقبل تحريف او تأويل في التفسير , تحب عدوك من كل قلبك , فانت ان لم تفعل هكذا كيف تطلب من الله ان يحبك بالرغم من كل خاطاياك و ذنوبك فكما ان القاتل ليس بارا في عينيك فانت ايضا لست بارا اذا ما حاكمك الله لكنه يحبك على كل حال "فكونوا كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل " ..ان تحب كل من دهس متظاهر امام ماسبيرو و كل من اطلق رصاصه في التحرير و هدم كنيسه في اطفيح ..ان تحب حسني مبارك و اولاده و حبيب العادلي ايضا , ليس معنى هذا ان لا يعاقب على اخطاءه او ان تسكت على حق من حقك فالسيد المسيح ايضا علمنا ان نطالب بالحقوق كما قال " ان كنت قد تكلمت بالردي فاشهد عني بالردي و ان كنت لم اتكلم فلماذا تضربني " و بولس ايضا طالب بحقه عندما قال "الى قيصر رافع انا دعواي " .


هل تتعارض الدعوه الى المحبه مع الدعوه الى المطالبه بالحق و القصاص , بالطبع لا فلا تعارض ولا تناقض في وصايا الله , لكن الامر ان السيد المسيح في حياته على الارض قدم امثله على المحبه و تسامحه مع اليهود و الكهنه و الفريسين و قدم امثله عن مطالبته بالحق في دفع الاضطهاد- و هو كما يعلمنا الكتاب امر حتمي الحدوث و انه سوف يكون متكررا "حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمى " " فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا انا قد غلبت العالم " - و لذلك تفسير بسيط فان السيد المسيح يعطينا ان نتعلم الدرسين و نتدرج فيهما , فهو لانه يعلم ان الوصول الى مرحله محبه المضطهد و قبول الاضطهاد بفرح, – كما كان في القرون الاولى للمسيحيه هي الصفه السائده في الكنيسه و ليس بالغضب و الوعيد بالانتقام و اخذ الحق باليد كما هو الحال الان – هي مرحله متقدمه في الحياه الروحيه لا وصول لها الا بالتدرج في تطبيق الوصيه فاعطانا متنفذ لذلك الغضب الانساني الذي يتولد و هو الذي لا يتولد فيما بعد عندما يصل الانسان الى تلك المرتبه الروحيه كمثال السيد المسيح على الصليب و هو يغفر لصالبيه و  كاسطفانوس اول الشهداء الذي قبل الشهاده بفرح بل و صلى لله ان يغفر لقاتليه ايضا .و حتى ان بالنظر الى حياه السيد المسيح على الارض او الرسل و منهم بولس الرسول , نجد ان عدد الامثله التي قدموها في الغفران و المسامحه المطلقه لمضطهديهم فاقت كثيرا جدا عدد مرات الدعوى الى مجازاه الفعل الظالم ..هذه هي المسيحيه ,قائمه على الحب و التسامح و الغفران فأن كنت قدر رضيت بالمسيحيه دينا حقيقيا لك فها هي الحقيقه و الوصيه واضحه ...اخيرا اترككم مع تلك القصه القصيره و ايات ختاميه :
"حدثت هذه القصه الواقعيه اثناء غزو النازيين لفرنسا لفرنسا فى الحرب العالميه الثانيه ، حيث اتت عائله يهوديه الى انسان مسيحى يدعى " انريكو " هاربين من اضطهاد النازيين لهم . فدعاهم للدخول و خبأهم من الشرطه و اخذت العائله اليهود و قبضت على " انريكو " ايضا و القى فى السجن لشهور طويله . و فى يوم عيد الميلاد 1944 استدعى حاكم المعسكر " انريكو " ليشاهد وجبه شهيه و قال له " اننى اريدك ان تشاهد عشاء عيد الميلاد الذى ارسلته زوجتك قبل ان اكله
..
ان زوجتك طباخه ماهره ! انها ترسل لك وجبه كل يوم و انت فى السجن و قد استمتعت انا بكل الوجبات " .
كان " انريكو " نحيفا و كان جلده على عظمه من كتر الجوع . لكنه نظر الى المائده المزدحمه بالاكل و قال " اننى اعلم ان زوجتى ماهره و انا اثق انك ستستمتع بعشاء عيد الميلاد " و طلب الحاكم منه ان يكرر ما قاله ، فكرر مضيفا " اتمنى ان تكون قد استمتعت بالطعام لاننى احبك " عندئذ صرخ حاكم المعسكر " اخرجوه من هنا .. لقد اصبح مجنونا " . انتهت الحرب و اطلق انريكو صراحه و استغرق مده كبيره لكى يسترد عافيته . و قرر ان يأخذ زوجته الى المدينه التى كان مسجون بها . و
عندما وصلا هناك عرفا ان حاكم السجن يعيش فى نفس المدينه و هنا فكر انريكو ان الحاكم كان يستمتع باكل زوجته فطلب منها ان ان تشترى طعام و تطبخه ليذهبا الى بيت هذا الحاكم و بالفعل ذهبا و قال " انريكو " للرجل اتعرفنى ؟ كان " انريكو " قد ازداد وزنه و تغير شكله فكان على الحاكم ان ينظر بتمعن و لم يعرفه فذكره " انريكو " قائلا ما حدث فى يوم عيد مياد 1944 امتعض الحاكم و اصفر لونه فقال له انريكو لا تخف لن نؤذيك قلت لك فى ذلك اليوم انى احبك و مازلت احبك " فوقف الحاكم مندهشا فقال " انريكو لست مجنونا بل انى احبك بصدق و انا وزوجتى نريد ان نجلس معك و ناكل معا من
اكل زوجتى الذى تحبه فخاف الرجل اكثر و قال " ماذا تحاولان الفعل بى ؟ فقال انريكو لا شىء اننا نريدك ان تعرف اننا سامحناك و نحبك . فسأل الرجل كيف تستطيعان فعل ذلك ؟" فقال " انريكو " " لا نستطيع ان نفعل ذلك بأنفسنا و لكن بيسوع المسيح علمنا كيف نغفر "


من رساله بولس الرسول الى اهل روميه الاصحاح الثاني عشر : " باركوا على الذين يضطهدونكم.باركوا ولا تلعنوا.لا تجازوا احدا عن شر بشر.معتنين بامور حسنة قدام جميع الناس ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.  لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب.لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.فان جاع عدوك فاطعمه.وان عطش فاسقه.لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه.لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير"


ملحوظه : هذه السطور لا علاقه لها بما اثير حول ترحيب قداسه البابا باعضاء المجلس العسكري و قبوله تهنئه العيد منهم , هذه السطور تخص اتجاه عام ينبغي علينا كمسيحين ان نسلك فيه و يبدو انه قد نسي ,اما رفض البعض لكلمات البابا و قبول البعض الاخر لها و الصراع الفكري الناشىء عن هذا الخلاف بعد ذلك هو ما اظهر ان كثيرا من المسيحين قد نسوا مثيرا ايضا من مبادىء المسيحيه كاسلوب حياه

الاثنين، 9 يناير 2012

الخلاصة يا سادة


الخلاصة يا سادة
ما حدث ليلة العيد
1-من وجهة نظرى الخطأ لم يكن فى استقبال اعضاء المجلس العسكرى او تحيتهم وارى انه لو كان تقدم البابا بتحيتهم للحضور الكريم فقط ما عابه شىء و ما استطاع احد ان يفتح فمه بكلمة واحدة ولكن الخطأ هنا انه اقر حقيقة لا تمت للحقيقة بشىء حيث انه قال ان المجلس العسكرى عمل على رفعة البلاد و بذل اقصى الجهد لرفعة البلاد و امنها مما يعد هذا اعترافا ضمنيا بأن كل ما فعله المجلس العسكرى فى المرحلة السابقة من الحكم العسكرى كان صحيحا بما فى ذلك من قتل و سحل و تعذيب ما يجعلنا نستنبط كمشاهدين بسطاء للقداس ان هؤلاء الشهداء لم يكونوا شهداء من الاصل و ان المجلس كان على صواب عندما قتل مينا دانيال و دهس مايكل مسعد تحت مدرعاته
2-من خلال الحوارات مع البعض توصلت لبعض حجج الدفاع عن البابا و بعض الردود الغير منطقية من وجهة نظرى و منها المحبة مستندين الى اية "احبوا اعدائكم" و ايضا متحدثين عن حكمة البابا التى لا نقدرها و لا نعرف مداها و ايضا الكلام عن انه لا يجوز ان ننتقد البابا فنحن لا نعلم لماذا قال ذلك لعله تكليف من ربنا اوشىء من هذا القبيل بالاضافة لبعض الردود التى شطحت كثيرا عن المنطقية الطبيعية مثل ان البابا كان يدعو اعضاء المجلس للتوبة عن اعمالهم وفى النهاية بعض الردود التقليدية مثل ان البابا راجل دين مش راجل سياسة و انه مبيعرفش اللى المجلس بيعمله عشان ده راجل بيصلى مش بيتفرج على يسرى فودة و ريم ماجد وانه وغيرها ......
3-ببساطة ما نحن فيه ليس الا مرحلة من الصدمة و يعقبها مرحلة من عدم التصديق يقود الى الانكار و اختلاق مبررات دفاعية واهية و دفاع اعمى عن شخص البابا بالرغم من ان الاختلاف مع البابا على جملتين من الممكن ان يكون انه لم يحالفه التوفيق فيهما ليس اكثر ولكن الفكرة متيقنا من الحق و الصدق و لا تريد ان تقره انت تعلم ان ما قاله البابا غير متوافق مع ارادتك ومع ما بداخلك ولكنك تنبذ هذه الافكار الشريرة و تقول داخل اعماق نفسك انه قداسة البابا شنودة المعظم كيف ينتقده احد ؟ كيف يوجه اليه النقد ؟ بالرغم من انك لو قلبت الاية و كنت تجلس لتشاهد الاحتفال بعيد الاضحى و رأيت بعينك القيادات الاسلامية السلفية او الاخوانية تستقبل قيادات المجلس العسكرى و تشكرهم على حسن ادارة المرحلة الانتقالية و بذلهم اقصى الجهد لرفعة مصر و استقرارها لانتقدتهم اشد الانتقاد و واتهمتهم بالخيانة لدماء الشهداء و المؤامرة على شعب مصر العظيم
و اليكم رد موجز عن دفاع البعض عن البابا شنودة
فى البداية احب اوضح و اقول انى مسيحى ارثوذكسى احب البابا شنودة حب عظيم لا يشوبه شائبة و انى اعتبره مثلا اعلى و قدوة روحية للشعب المسيحى و لكن......
"احبوا اعدائكم " محبة الاعداء ليس لها اى علاقة تماما بتغييب الحقائق و اليكم مثال بسيط ان افترضنا ان هناك ثلاثة اخوة يحبون بعضهم حبا شديدا و اخطأ احدهم بحق الاخر .,هنا المحبة و التسامح موجودان و لكن هل ينكر الاخ الثالث ان احدهما اخطأ بحق الاخر لأنه ان انكر اضاع حق احدهما و ان رفض الاخر و طرده ضاعت المحبة و لكن الحق حق فيلتزم الاخ الثالث الاعتراف بالحقيقة كاملة و ليكن ما يكون .اذن المحبة ليس لها علاقة بالحقيقة
فالبابا من الممكن ان يقدم كل الحب لاعدائه (المجلس العسكرى) دون ان يقول انهم بذلوا اقصى الجهد
"الحكمة المطلقة " هل تتفقون معى ان اعظم حكماء العالم على الاطلاق " سليمان الحكيم" اخطأ و هل تتفقون معى ايضا ان داوود الذى قال عنه الرب يسوع " فتشت عن قلب داوود عبدى فوجدته حسب قلبى " هو الاخر اخطأ و ان معظم الهرطقات و البدع (لا اتحدث هنا عن البابا و انما هو مثال للتوضيح) جاءت على لسان اعظم البطاركة و الاساقفة و احكمهم مثل اريوس وان العلامة اوريجانوس كثير من الاباء لا يتفقون معه فى بعض الاراء
"مبدأ انما الاعمال بالنيات"  سيدنا قداسة البابا هو مرشد الكنيسة الروحى و لكن سياسيا ارائه تحتمل الصواب و الخطأ حيث انه فى بداية الثورة على شاشات التليفزيون المصرى اجاب على المذيعة عن رأيه فى المظاهرات ان الشباب المسيحى مش بتاع مظاهرات فى دعوة ضمنية لعدم النزول و لم يظهر لنا بعد ذلك ان هذا كان تكليفا من ربنا كما ان موقف الكنيسة فى السابق من التأييد الصريح للرئيس المخلوع و للحزب الوطنى حيث ان دعاية مرشحين الحزب الوطنى كانت تعلق بأسم الكنيسة امام بوابتها و لم يتضح الهدف الالهى من ذلك بعد
بالنسبة الى ان البابا شنودة راجل دين مش راجل سياسة انا متفق معكم تماما و ارجو من قداسة البابا الذى احبه و الله اعلم بما فى قلبى تجاهه و الله شاهد على كلماتى ان لا يتدخل فى شئون الساسة لا هو و لا الاساقفة و لا القساوسة و ان نهتم بالدين و يتركوا السياسة لاهلها و من يعلمون و يفهمون بها و اتمنى ان تنتهى من الكنيسة كل اللجان السياسية التى تتخفى وراء شعار توعية الشعب المسيحى وهى فى الاصل تحايلا على التدخل الدينى فى الشأن العام السياسى
ولا اتمنى ان تشارك الكنيسة فى الثورة ايضا فمهمتها هو ان تصلى الكنيسة من اجل البلاد و استقرارها
طلب شخصى
مراسم قداس العيد من دعوة الشخصيات العامة و المسئولين عن البلاد يحول من القداس و من الصلاة الى احتفال عام بعيد عن الروحانيات اطلب ام كان ممكنا الغاء كل الدعوات و من يريد التهنئة بالعيد فيكون فى صبيحة اليوم التالى فى المقر البابوى او اقرب كنيسة

فى النهاية اود ابداء رفضى التام للاهانة و التطاول على البابا شنودة او على اى من القيادات الكنسية و الاهانة اللفظية و الادبية لأن ذلك يعبر عن عدم المقدرة على استخدام الحجة و المنطق من اجل اثبات الرأى باحترام و اود ايضا ان اقول ان كل حرف كتبته هو بدافع محبتى اللانهائية لقداسة البابا شنودة اطال الله سنينه على كرسيه و اعطاه سنينا سالمة و ازمنة هادئة مديدة.

مارك مجدى

.

الأحد، 8 يناير 2012

مصر يا تكية

مصر يا تكية محكومة من العساكر 
وشوية حرامية و شعبك مساير
يتلطش و يسكت و ينفذ الاوامر
واصحاب المسئولية بيركنوا الضمائر
ويقضوا على اللى لسه يناضل يعافر
عين او الاتنين هدية من كل ثائر
عشانك يا مصر ملينا العنابر
السجن للمظاليم وبرلمان للى يتاجر
بدقنه و دينه و مليون وش قادر 
ينافق يغش فى شعبه اللى حاير
مطحون من سنين وفى الساقية داير
و شباب رجع له الطموح المهاجر
ماصدق انه ثار و هتنزاح الستاير
لقى نفسه تانى مستنى 25 يناير

انزل يوم 25 .......مصر ملهاش غيرك

الخميس، 5 يناير 2012

هيد شوت


وقفت جموع الصحفيين و المراسليين الاجانب و مندوبي وكالات الانباء العالميه مبهوره بما تراه في قاعه المؤتمر الصحفي . الكل يتسابق ليطرح سؤالا يصل بهم الى اعلى درجات سلم المجد المهني  بينما تضيىء الغرفه في كل جنباتها باضواء باهره من شده و كثره ما انطلقت فلاشات الكاميرات ملتقطه لقطات كثيره و سريعه و متتاليه للمنصه . كان تدافع و تزاحم الصحفيين و المصوريين رهيب جدا و بالكاد استطاع رجال الامن ان يثنوهم عن الصعود الى المنصه , كان الوضع بالكاد تحت السيطره و على شفى ان تتحول القاعه كلها الى هرج و مرج عارمين . الغرفه تلقيديه شأنها شأن كل قاعات المؤتمرات الصحفيه , منصه تعلو عن الارض نصف المتر تقريبا , الارضيه يكسوها سجاد فاخر ذي لون لحمر مميز . ستائر حمراء ايضا و مطرزه قد غطت النوافذ الزجاجيه الضخمه , بينما توسطت القاعه ايه قراّنيه ضخمه في اطار زجاجي ثمين ..كان سياده الوزير يعلم ان الوضع قد بدأ يخرج عن السيطره فاقترب من الميكروفون الموضوع امامه و قال في هدوء "هنبدأ المؤتمر الصحفي لو سمحتم , هنلقي بيان قصير و بعد كده اللي عنده اي اسئله هيبقى فيه فرصه كافيه " ما لبث الوزير ان فرغ من تلك الكلمات حتى ساد صمت عظيم في القاعه . وقف الوزير و قد اقترب من الميكروفون اكثر ليلقي بيانه و بجواره وقف الضيف الذي تثار عليه كل تلك الضجه ,رافعا رأسه الى اعلى يحدق في الباب الذي امامه في اخر القاعه غير مكترث بكل تلك الضوضاء التي تصدر من الصحفيين و على وجهه ارتسمت نظره من الكبر و العناد . كان واقفا هناك في زيه المعتاد , حذاء ذو سن مدبب لونه بني مائل الى الصفار قليلا يستند على نعل من الخشب القوي و في نهايته وضع ترس حديدي براق صغير لم يعد يستعمله مؤخرا لكنه جزء من شخصيته . مرتديا بنطال جينز ازرق فاتح يبدو عليه انه ليس بجديد ولا بنظيف ايضا ثم قميص ابيض من القطن المصري الطبيعي و قد ترك الذرين العلويين مفتوحيين و لكنه حمى صدره بشال بني اللون من الكشمير الخالص و فوق كل ذلك صدريه من الجلد الطبيعي ايضا لونها بني داكن و اختتم ملبسه بقبعه الغرب الامريكي الشهيره .في اثناء ذلك كان سياده الوزير يلقي البيان الذي يعلن فيه نبأ تعيين الضيف الشهير كمستشار و خبير امني للوزاره لاستعاده الامن الضائع في الشوارع , بعدما فرغ الوزير من البيان قال الضيف باقتضاب بلكنه جنوبيه مميزه "هيلو فوكس – مرحبا يا رفاق " .... كان الضيف الواقف هو "كلينت ايستوود " اعظم "كاوبوي " في تاريخ "الويلد ويلد ووست – الغرب الوحشي المتوحش "  و كان سياده الوزير هو وزير داخليه مصر .
هل تجدون هذه السطور ضربا من ضروب الخيال ؟! . فكروا مجددا عندما تعلمون ان وزير داخليه ثاني حكومات الثوره – شلاه يا ثوره – قد صرح بانه سيتم صرف مكافات ماديه لكل شرطي يطلق النيران على بلطجي او عصابه  و في روايات صحفيه اخرى "اذا ما يادر البلطجي باطلاق النيران " . و هذا بالقطع يعيدنا الى عصور الغرب الامريكي و الكاوبووي و مطلوب للعداله حيا او ميتا مقابل جائزه ماليه , و مخطىء من يظن ان هناك اي فارق بين صائدو المكافات حينها و بين نظام المكافات الماليه هذا فالمبدأ واحد و التطبيق واحد لكن تختلف المسميات فقط لا غير ..المبدأ ذاته يعيدنا الى عصور ما قبل القانون و حقوق الانسان , فهو يعني ان الشرطي سيقوم باتخاذ حكم بالادانه على من سيطلق عليه النيران و سيجده مذنب و سيوقع عليه اقصى عقوبه نص عليها القانون المصري و هي الاعدام متقمصا شخصيات كل من الظابط و وكيل النيابه و القاضي بل و ايضا "عشماوي " . سيتذرع البعض بان يقول بان هذا البلطجي – و هذا تقدير الشرطي في تلك اللحظه انه بلطجي , و هنا نتذكر ان كل الثوار و كل نزلاء ميدان التحرير هي في الاصل طبقا للاعلام المصري بلطجيه بالفطره – سيتذرع البعض بانه يحمل سلاحا و يهاجم مدنين ابرياء او يسرق او يخطف شيئا من احدا تحت تهديد سلاح ابيض او ناري . و هنا نجد ان القانون ينص على ان المتهم برىء حتى تثبت ادانته –بمعرفه القضاء و ليس الشرطه – و نجد ايضا ان الحكم الفوري المتسرع قد لا يدرك كل ابعاد القضيه , فقد يكون هذا البلطجي الذي يحمل سلاحا ابيض و يهاجم شخصا ما , قد يكون الوضع معكوسا و هذا الشخص هو البلطجي الفعلي الذي جاء ليهدد موطنا في منزله لو في محله و فقد سلاحه في اثناء الصراع و هنا نجد ان القانون ايضا قد شرع لاي انسان الدفاع الشرعي عن النفس بل و برأه من جريمه القتل العمد في تلك الحاله و معرفه من البلطجي و من المواطن الشريف بالقطع تستوجب تحقيات النيابه و حكم قاضي عادل و ليس حكم لحظي لشرطي في الشارع ..هذا بالاضافه الى انه يفتح بالطبع مجالا عظيما لتصفيه الحسابات من قبل الفاسدين في جهاز الشرطه ....
اعلم اننا طلبنا وزير داخليه اصغر سنا و اكثر تماشيا مع لغه العصر و فئه الشباب , لكن الغريب ان القدر في هذه المره قد ذهب الى ابعد ما نظن , فاذا بنا نفاجأ بقرار يجعل من كل افراد الشرطه لاعبين "كاونتر سترايك " و "ميدال اوف اونر " محترفين – هي العاب فيديو جيم مشهوره جدا بين الشباب – ليصيبوا هذا و يقتلوا ذاك ب "الهيد شوت – طلقه في الرأس " تماما كما العاب الفيديو حتى نحتسب لهم نقاطا اضافيه ..... !

لسه المرض فى الجسد مانتهاش

لسه المرض فى الجسد مانتهاش            ولسه المريض بيتوجع فى غرفة الانعاش
بيتوجع من الحسرة و الهم                   على العمر و سنينه اللى راحوا بلاش
راحوا عشان قرشين و لقمة                            و فى انتظار طابور العيش و المعاش
وكام سنة ظلم فى سجن ضلمة                             على تهمة ربنا عالم انه معملهاش
وعرق ودموع مخلوطين بطين الهم                       لاجل جهاز البت و شقة للواد وعليهم مايغلاش
ويوم ما صرخ لاجل ما الظلم يترفع                         رصاصة عدت فى جوفه لاجل ان صوته ينحاش
وفرح رغم الالم ورغم الرصاصة و الانعاش                      فرح بزوال الظلم ميعرفش ان لبعدل لسه مجاش
كان مهون عليه انها جت عليه و انتهت                            ميعرفش ان من عاشر القوم هو كمان غشاش
رمى المريض فى الارض و طرده من غير علاج                            وقال عليه ده مش مريض ده بلطجى و حشاش
يبقى المريض واجب عليه يسكت؟                                        ولا يعيد ثورته و لا ميعدهاش
قولولنا يا اصحاب العقول و الفهم و المفهومية                         قولولنا احسن خلاص زمن العقول مابقاش
ليه عاوزين المريض يسكت و يخرس                               عن اللى بيقول انه حمى الثورة و هو ماحمهاش
بكره المريض يبقى مليون يبقى 80 مليون                                 لو سكتنا عن الذل و العار وضرب النار و ماصرخناش

الاثنين، 2 يناير 2012

سلفي في كُتّاب الفرنجه

بالنسبه الى طلاب جامعه حكوميه فان رغد العيش في الجامعات الخاصه يفاجأهم كثيرا بل و يقودهم الى حافه الجنون عندما يروون تلك الجامعات لاول مره . عندما يكون كل ما تعلمه عن التعليم العالي هو مدرجات جامعه القاهره "المتدغدغه " و مراوح اسقف المدرجات التي تصدر ازيزا مميزا ينام على انغامه الطلاب في المدرجات في تلك المحاضرات التي ترتفع درجه حراراتها في ايام صيف القاهره , عندما يكون هذا كل ما تعلمه , ثم تطأ قدماك جامعه خاصه مثل "الجامعه الالمانيه " على سبيل المثال لا الحصر , لابد ان تتبادر الى ذهنك فكرتان الاولى ان مصر بها اموال طائله لكن يبدو انها قد صرفت باجمعها على مثل تلك الجامعه و الثانيه هي انك كنت تتعلم طيله حياتك في "مقلب زباله " .على ابواب الجامعه جلس رجال امن بيونيفورم مميز و فيما نحن ننهي اجراءات دخولنا الى الجماعه اتت احدى طالبات الجامعه ذات "الاستايل" التقليدي لطالبات تلك الجامعه , الشعر كرلي و نظاره الشمس "راي بان " ثم الجينز و البوت الطويل , اتت و نادت احد رجال الامن و قالت له "عمده فيه واحد صاحبنا عايز يدخل الجامعه بس هو مش طالب و مش عملناله اي دي – اللي بيتعلق على اللبس مش اللي بيتشرب – ينفع يدخل ؟! " و مع اني اعتقد ان المشهد يتكرر كثيرا هناك الا ان "عمده " بادرها قائلا "طبعا يا فندم اي حاجه حضرتك عايزاها " قبل حتى ان يتمكن من اغلاق فمه او مسح لعابه الذي يسيل من فمه ثم بادرته هي قائله " هقوله يجي دلوقتي " فقال لها "اكيد يا فندم " ... !
جلست قليلا في مبنى استقبال الجامعه و فيما انا جالس رأيت شاب ذي لحيه قصيره مميزه لطالب في ثانوي قد اطلق لحيته لتوه , جلباب ابيض يعلو عن الارض , منظر لا يمكن ان يخطأه اي شخص . هذا شاب سلفي في المرحله الثانويه قد اتى ليحجز له مكانا في امتحان القبول في الجامعه . جلس هذا الشاب على مقربه من مكتب الاستعلامات منتظرا دوره و جلست انا بعيدا عنه متأملا ما عسى ان يكون دائرا بفكر هذا الشاب و هو الان في الجامعه الالمانيه . "هؤلاء الشباب لم يأكلوا الفول يوما  , تستطيع ان تعرف هذا من ملابسهم , انظر الى هذا الشاب لقد صبغ شعره بالازرق و هذا يرتدي "بمبه مسخسخ " اما ذاك استغفر الله العظيم فقد ارتدى بنطال ملزق يجعله يشبه الفتيات , يا الله اين ذهبت كروموسوماتهم الا يعلمون ان الله لعن المتشبهين بالنساء . هؤلاء ليسوا رجالا , لا لا بل هم ليسوا مصريين فمصر لو علمت ان هؤلاء هم رجالها و مستقبلها لاختارت لنفسها العقم منذ سنوات عديده . الحمد لله الذي عافنا مما ابتلا به كثيرا من الخلق ...ما هذا الذي اسمعه , هؤلاء النسوه الجالسين هناك لا يتحدثون العربيه يبدو عليهم انهم اولياء امور قد اتوا مع اولادهم , هذه لغه اوروبيه قد تكون الفرنسيه او لعلها الالمانيه , كل ما اعرفه انهم يطنطون بلغات ما انزل الله لنا بها من سلطان .كيف لهم و هم لا يتحدثون العربيه ان يعملوا اولادهم الدين او الصلاه . هؤلاء الاهل الذين فرطوا في تنشئه اولادهم و بناتهم على قويم الدين ,فجلبوا لنا الانحلال و التسيب في المجتمع , بناتهن كاسيات عاريات  و اولادهم متشبهين بالنساء ....حسبي الله و نعم الوكيل ...
على الجانب المقابل للشاب جلست امرأتان يبدو عليهن كل مظاهر الحياه الكريمه , احداهما محجبه و الاخرى شعرها كيرلي ايضا , من ملامحهن تستطيع ان تخمن ان اعمارهن قد تجاوزت العقد الرابع و لكن يلبسن كما بناتهن على احدث موضات . جلسن و نظرن الى هذا الشاب و بدأن في وشوشه احداهما الاخرى .  استطيع ان اتخيل من كثره ما نظرن لهذا الشاب الجالس في الجهه المقابله من الغرفه ان كل حديثهن كان عنه .." انا مش عارفه دا ايه اللي جابه هنا دا " هكذا قالت احداهن للاخرى , اجابتها الاخرى بعد ان خطفت نظره طويله للشاب " ما خلاص من ساعه الثوره و ماحدش عارف يلمهم ,فاكرين نفسهم في افعانستان و لا عايزين يعملو فينا زي ايران  " .." دول جايين يعملوا ايه هنا دول , دول هيتعاملوا مع الاولاد في الجامعه ازاي دول مش بعيد يضربوهم عشان لبسهم مش عاجبهم " ..مالت المرأه المحجبه على الاخرى و قالت لها " بصي بيبصلي ازاي ..اكيد مش عاجبه حجابي و عايزيني اتنقب و اقعد في البيت  و طبعا انسي الشغل و السواقه , اهو على الاقل يريحونا من الزحمه" فضحكت الاخرى و قالت لها "امال انا هيعمل فيا ايه " فقالت لها "لأ انتي موتي خلاص " .. ارتسمت على وجوههن ابتسامه قصيره تبعتها نظره حزن و قالت احداهن " مش عارفه هنعمل ايه لو دا حصل بجد , نسيب البلد و نهج منها بسببهم , ربنا يستر  " ..
هذا هو مجتمعنا كل فئاته لا تطيق الاخرى بل و يخونهم و يكفرونهم احيانا و يتهمون بالرجعيه و التخلف احيانا اخرى ..."فلنتعلم ان نعيش سويا كاخوه او فلنفى معا كاغبياء " مارتن لوثر كينج
تنويه : بعض احداث هذه القصه مختلق و البعض الاخر حقيقي .. الا اني اقسم ان "عمده " و الفتاه لم يكونا من وحي خيالي على الاطلاق ...حبيبي يا عمده ..
تنويه اخر ..لا تهدف هذه السطور الاساءه الى احد و انما اظهار اننا مجتمع متنوع لا يطيق تنوعه في صوره ساخره