بالنسبه الى طلاب جامعه حكوميه فان رغد العيش
في الجامعات الخاصه يفاجأهم كثيرا بل و يقودهم الى حافه الجنون عندما يروون تلك
الجامعات لاول مره . عندما يكون كل ما تعلمه عن التعليم العالي هو مدرجات جامعه
القاهره "المتدغدغه " و مراوح اسقف المدرجات التي تصدر ازيزا مميزا ينام
على انغامه الطلاب في المدرجات في تلك المحاضرات التي ترتفع درجه حراراتها في ايام
صيف القاهره , عندما يكون هذا كل ما تعلمه , ثم تطأ قدماك جامعه خاصه مثل
"الجامعه الالمانيه " على سبيل المثال لا الحصر , لابد ان تتبادر الى ذهنك
فكرتان الاولى ان مصر بها اموال طائله لكن يبدو انها قد صرفت باجمعها على مثل تلك
الجامعه و الثانيه هي انك كنت تتعلم طيله حياتك في "مقلب زباله " .على
ابواب الجامعه جلس رجال امن بيونيفورم مميز و فيما نحن ننهي اجراءات دخولنا الى
الجماعه اتت احدى طالبات الجامعه ذات "الاستايل" التقليدي لطالبات تلك
الجامعه , الشعر كرلي و نظاره الشمس "راي بان " ثم الجينز و البوت
الطويل , اتت و نادت احد رجال الامن و قالت له "عمده فيه واحد صاحبنا عايز
يدخل الجامعه بس هو مش طالب و مش عملناله اي دي – اللي بيتعلق على اللبس مش اللي
بيتشرب – ينفع يدخل ؟! " و مع اني اعتقد ان المشهد يتكرر كثيرا هناك الا ان
"عمده " بادرها قائلا "طبعا يا فندم اي حاجه حضرتك عايزاها "
قبل حتى ان يتمكن من اغلاق فمه او مسح لعابه الذي يسيل من فمه ثم بادرته هي قائله
" هقوله يجي دلوقتي " فقال لها "اكيد يا فندم " ... !
جلست قليلا في مبنى استقبال الجامعه و فيما
انا جالس رأيت شاب ذي لحيه قصيره مميزه لطالب في ثانوي قد اطلق لحيته لتوه , جلباب
ابيض يعلو عن الارض , منظر لا يمكن ان يخطأه اي شخص . هذا شاب سلفي في المرحله
الثانويه قد اتى ليحجز له مكانا في امتحان القبول في الجامعه . جلس هذا الشاب على
مقربه من مكتب الاستعلامات منتظرا دوره و جلست انا بعيدا عنه متأملا ما عسى ان
يكون دائرا بفكر هذا الشاب و هو الان في الجامعه الالمانيه . "هؤلاء الشباب
لم يأكلوا الفول يوما , تستطيع ان تعرف
هذا من ملابسهم , انظر الى هذا الشاب لقد صبغ شعره بالازرق و هذا يرتدي "بمبه
مسخسخ " اما ذاك استغفر الله العظيم فقد ارتدى بنطال ملزق يجعله يشبه الفتيات
, يا الله اين ذهبت كروموسوماتهم الا يعلمون ان الله لعن المتشبهين بالنساء .
هؤلاء ليسوا رجالا , لا لا بل هم ليسوا مصريين فمصر لو علمت ان هؤلاء هم رجالها و
مستقبلها لاختارت لنفسها العقم منذ سنوات عديده . الحمد لله الذي عافنا مما ابتلا
به كثيرا من الخلق ...ما هذا الذي اسمعه , هؤلاء النسوه الجالسين هناك لا يتحدثون
العربيه يبدو عليهم انهم اولياء امور قد اتوا مع اولادهم , هذه لغه اوروبيه قد
تكون الفرنسيه او لعلها الالمانيه , كل ما اعرفه انهم يطنطون بلغات ما انزل الله
لنا بها من سلطان .كيف لهم و هم لا يتحدثون العربيه ان يعملوا اولادهم الدين او
الصلاه . هؤلاء الاهل الذين فرطوا في تنشئه اولادهم و بناتهم على قويم الدين
,فجلبوا لنا الانحلال و التسيب في المجتمع , بناتهن كاسيات عاريات و اولادهم متشبهين بالنساء ....حسبي الله و نعم
الوكيل ...
على الجانب المقابل للشاب جلست امرأتان يبدو
عليهن كل مظاهر الحياه الكريمه , احداهما محجبه و الاخرى شعرها كيرلي ايضا , من
ملامحهن تستطيع ان تخمن ان اعمارهن قد تجاوزت العقد الرابع و لكن يلبسن كما بناتهن
على احدث موضات . جلسن و نظرن الى هذا الشاب و بدأن في وشوشه احداهما الاخرى
. استطيع ان اتخيل من كثره ما نظرن لهذا
الشاب الجالس في الجهه المقابله من الغرفه ان كل حديثهن كان عنه .." انا مش
عارفه دا ايه اللي جابه هنا دا " هكذا قالت احداهن للاخرى , اجابتها الاخرى
بعد ان خطفت نظره طويله للشاب " ما خلاص من ساعه الثوره و ماحدش عارف يلمهم
,فاكرين نفسهم في افعانستان و لا عايزين يعملو فينا زي ايران " .." دول جايين يعملوا ايه هنا دول ,
دول هيتعاملوا مع الاولاد في الجامعه ازاي دول مش بعيد يضربوهم عشان لبسهم مش
عاجبهم " ..مالت المرأه المحجبه على الاخرى و قالت لها " بصي بيبصلي
ازاي ..اكيد مش عاجبه حجابي و عايزيني اتنقب و اقعد في البيت و طبعا انسي الشغل و السواقه , اهو على الاقل
يريحونا من الزحمه" فضحكت الاخرى و قالت لها "امال انا هيعمل فيا ايه
" فقالت لها "لأ انتي موتي خلاص " .. ارتسمت على وجوههن ابتسامه
قصيره تبعتها نظره حزن و قالت احداهن " مش عارفه هنعمل ايه لو دا حصل بجد ,
نسيب البلد و نهج منها بسببهم , ربنا يستر " ..
هذا هو مجتمعنا كل فئاته لا تطيق الاخرى بل و
يخونهم و يكفرونهم احيانا و يتهمون بالرجعيه و التخلف احيانا اخرى ..."فلنتعلم
ان نعيش سويا كاخوه او فلنفى معا كاغبياء " مارتن لوثر كينج
تنويه
: بعض احداث هذه القصه مختلق و البعض الاخر حقيقي .. الا اني اقسم ان "عمده
" و الفتاه لم يكونا من وحي خيالي على الاطلاق ...حبيبي يا عمده ..
تنويه اخر ..لا تهدف هذه السطور الاساءه الى احد و انما اظهار اننا مجتمع متنوع لا يطيق تنوعه في صوره ساخره
تنويه اخر ..لا تهدف هذه السطور الاساءه الى احد و انما اظهار اننا مجتمع متنوع لا يطيق تنوعه في صوره ساخره
0 التعليقات:
إرسال تعليق