الاثنين، 2 يناير 2012

سلفي في كُتّاب الفرنجه

بالنسبه الى طلاب جامعه حكوميه فان رغد العيش في الجامعات الخاصه يفاجأهم كثيرا بل و يقودهم الى حافه الجنون عندما يروون تلك الجامعات لاول مره . عندما يكون كل ما تعلمه عن التعليم العالي هو مدرجات جامعه القاهره "المتدغدغه " و مراوح اسقف المدرجات التي تصدر ازيزا مميزا ينام على انغامه الطلاب في المدرجات في تلك المحاضرات التي ترتفع درجه حراراتها في ايام صيف القاهره , عندما يكون هذا كل ما تعلمه , ثم تطأ قدماك جامعه خاصه مثل "الجامعه الالمانيه " على سبيل المثال لا الحصر , لابد ان تتبادر الى ذهنك فكرتان الاولى ان مصر بها اموال طائله لكن يبدو انها قد صرفت باجمعها على مثل تلك الجامعه و الثانيه هي انك كنت تتعلم طيله حياتك في "مقلب زباله " .على ابواب الجامعه جلس رجال امن بيونيفورم مميز و فيما نحن ننهي اجراءات دخولنا الى الجماعه اتت احدى طالبات الجامعه ذات "الاستايل" التقليدي لطالبات تلك الجامعه , الشعر كرلي و نظاره الشمس "راي بان " ثم الجينز و البوت الطويل , اتت و نادت احد رجال الامن و قالت له "عمده فيه واحد صاحبنا عايز يدخل الجامعه بس هو مش طالب و مش عملناله اي دي – اللي بيتعلق على اللبس مش اللي بيتشرب – ينفع يدخل ؟! " و مع اني اعتقد ان المشهد يتكرر كثيرا هناك الا ان "عمده " بادرها قائلا "طبعا يا فندم اي حاجه حضرتك عايزاها " قبل حتى ان يتمكن من اغلاق فمه او مسح لعابه الذي يسيل من فمه ثم بادرته هي قائله " هقوله يجي دلوقتي " فقال لها "اكيد يا فندم " ... !
جلست قليلا في مبنى استقبال الجامعه و فيما انا جالس رأيت شاب ذي لحيه قصيره مميزه لطالب في ثانوي قد اطلق لحيته لتوه , جلباب ابيض يعلو عن الارض , منظر لا يمكن ان يخطأه اي شخص . هذا شاب سلفي في المرحله الثانويه قد اتى ليحجز له مكانا في امتحان القبول في الجامعه . جلس هذا الشاب على مقربه من مكتب الاستعلامات منتظرا دوره و جلست انا بعيدا عنه متأملا ما عسى ان يكون دائرا بفكر هذا الشاب و هو الان في الجامعه الالمانيه . "هؤلاء الشباب لم يأكلوا الفول يوما  , تستطيع ان تعرف هذا من ملابسهم , انظر الى هذا الشاب لقد صبغ شعره بالازرق و هذا يرتدي "بمبه مسخسخ " اما ذاك استغفر الله العظيم فقد ارتدى بنطال ملزق يجعله يشبه الفتيات , يا الله اين ذهبت كروموسوماتهم الا يعلمون ان الله لعن المتشبهين بالنساء . هؤلاء ليسوا رجالا , لا لا بل هم ليسوا مصريين فمصر لو علمت ان هؤلاء هم رجالها و مستقبلها لاختارت لنفسها العقم منذ سنوات عديده . الحمد لله الذي عافنا مما ابتلا به كثيرا من الخلق ...ما هذا الذي اسمعه , هؤلاء النسوه الجالسين هناك لا يتحدثون العربيه يبدو عليهم انهم اولياء امور قد اتوا مع اولادهم , هذه لغه اوروبيه قد تكون الفرنسيه او لعلها الالمانيه , كل ما اعرفه انهم يطنطون بلغات ما انزل الله لنا بها من سلطان .كيف لهم و هم لا يتحدثون العربيه ان يعملوا اولادهم الدين او الصلاه . هؤلاء الاهل الذين فرطوا في تنشئه اولادهم و بناتهم على قويم الدين ,فجلبوا لنا الانحلال و التسيب في المجتمع , بناتهن كاسيات عاريات  و اولادهم متشبهين بالنساء ....حسبي الله و نعم الوكيل ...
على الجانب المقابل للشاب جلست امرأتان يبدو عليهن كل مظاهر الحياه الكريمه , احداهما محجبه و الاخرى شعرها كيرلي ايضا , من ملامحهن تستطيع ان تخمن ان اعمارهن قد تجاوزت العقد الرابع و لكن يلبسن كما بناتهن على احدث موضات . جلسن و نظرن الى هذا الشاب و بدأن في وشوشه احداهما الاخرى .  استطيع ان اتخيل من كثره ما نظرن لهذا الشاب الجالس في الجهه المقابله من الغرفه ان كل حديثهن كان عنه .." انا مش عارفه دا ايه اللي جابه هنا دا " هكذا قالت احداهن للاخرى , اجابتها الاخرى بعد ان خطفت نظره طويله للشاب " ما خلاص من ساعه الثوره و ماحدش عارف يلمهم ,فاكرين نفسهم في افعانستان و لا عايزين يعملو فينا زي ايران  " .." دول جايين يعملوا ايه هنا دول , دول هيتعاملوا مع الاولاد في الجامعه ازاي دول مش بعيد يضربوهم عشان لبسهم مش عاجبهم " ..مالت المرأه المحجبه على الاخرى و قالت لها " بصي بيبصلي ازاي ..اكيد مش عاجبه حجابي و عايزيني اتنقب و اقعد في البيت  و طبعا انسي الشغل و السواقه , اهو على الاقل يريحونا من الزحمه" فضحكت الاخرى و قالت لها "امال انا هيعمل فيا ايه " فقالت لها "لأ انتي موتي خلاص " .. ارتسمت على وجوههن ابتسامه قصيره تبعتها نظره حزن و قالت احداهن " مش عارفه هنعمل ايه لو دا حصل بجد , نسيب البلد و نهج منها بسببهم , ربنا يستر  " ..
هذا هو مجتمعنا كل فئاته لا تطيق الاخرى بل و يخونهم و يكفرونهم احيانا و يتهمون بالرجعيه و التخلف احيانا اخرى ..."فلنتعلم ان نعيش سويا كاخوه او فلنفى معا كاغبياء " مارتن لوثر كينج
تنويه : بعض احداث هذه القصه مختلق و البعض الاخر حقيقي .. الا اني اقسم ان "عمده " و الفتاه لم يكونا من وحي خيالي على الاطلاق ...حبيبي يا عمده ..
تنويه اخر ..لا تهدف هذه السطور الاساءه الى احد و انما اظهار اننا مجتمع متنوع لا يطيق تنوعه في صوره ساخره

0 التعليقات:

إرسال تعليق