دعوني اصغيها ببساطه , انا احد مؤيدي
البرادعي و احد الذين كان سيعطوه صوتهم بكل ثقه في الانتخابات و ربما نجحت عده
مرات في ان اتي اليه بقليل او بكثير من الاصوات لاناس كانت النيه عندهم هي انتخاب
الفريق شفيق او الفشيق فريق –كما اشتهر في اوساط تويتر منذ حلقه علاء الاسواني
الشهيره- و احيانا من ابو الفتوح و عمرو موسى ايضا ...حقيقي ان الرجل هو اول من
نادى و عمل من اجل التغير فعليا على الارض في حملته الشهيره لجمع توقيعات التغيير
قبل ما يزيد عن العام و النصف قليلا و كال له النظام الاتهامات بكل ما استطاع من
عماله و خيانه و تحالف مع الامريكان و اسرائيل – بعد ان منحه مبارك قلاده النيل
بالطبع – و شارك بفعاليه في جمعه الغضب و ضرب مثل باقي المتظاهرين بخراطيم المياه
في ميدان الجيزه و لن ابالغ حين اقول انه الاب الروحي للثوره ..كل هذه الكلمات
صادقه و جميله لكني لا ازال مقتنع تماما انه بعد الثوره لم يكن يطل علينا الا مره
كل شهر عبر تويتر حين يسدد اشتراك الانترنت و مره كل شهرين على احدى القنوات
التليفزيونيه حين يسدد اشتراك هاتفه المحمول ....!
على مدار عام كامل هو عمر الثوره حتى يومنا
هذا ,دعنا فقط نقول انه سنحت للبرادعي فرص عديده جدا – اكتر من عدد الاجوان اللي
شيكابالا بيضيعها كل ماتش – ليقود مسيره الثوره في منحنى جديد و الى مسارها الصحيح
, فاكثر شيىء اضر بالثوره بعد عده شهور من قيامها انها لم تفرز قيادات تعبر عن رأي
الثوره و كان البرادعي هو الشخص الاقرب لهذا التصور لقياده من قيادات الثوره لانه
احد مؤسسي فكره التغيير او المؤسس الرئيسي لها . لكن الرجل كان دائما ما يعتذر عن
اي منصب قيادي مبررا موقفه بانه لا يريد ان يسطو على الثوره او ان يقفز على ثوره
الشباب ,موقف يحترم , الا انه اضر بالثوره كثيرا لانه جعلها هشه و عرضه للتفتت و
هو ما حدث بالفعل .على ايه حال كان فعله هذا مبررا للكثيرين في ضوء نزاهه الرجل و
امانته لكن الغير مبرر هو موقفه الاخير ..البرادعي بعد صراع طويل يعلن انسحابه من
الترشح لرئاسه الجمهوريه ...بالبساطه دي ..!
خرج علينا الدكتور البرداعي في خطاب اعلامي
القى من خلاله بيان يحمل فيه اسبابه في الانسحاب من سباق الرئاسه , انحصرت اسبابه
في ان المناخ غير مهيىء و ان "ربان السفينه " لا يزال يمارس قمعا و يأخذ
البلاد الى الهاويه و متاهات و حوارت عقيمه لا طائل منها و عنف و قتل و تحرش و
محاكمات عسكريه و اداره خاطئه للاقتصاد و السياسه و الامن ...الخطاب جاء صادما ,
فهو لم يأتي بجديد على الاطلاق ..هل خدعك احدا حضره الدكتور و قال لك انك تترشح في
سباق رئاسه الولايات المتحده او فرنسا . الا تعلم انه اذا كان ربان السفينه – و هو
المجلس العكسري و لا اعلم السر الذي يمنعك من ان تذكر اسمه – اذا كان قد نجح في
اداره تلك الملفات السابقه و لم تتركب في عهده تلك المجازر في ماسبيرو و محمد
محمود و القصر العيني لربما فقط لربما كان المصريين سيشيدون التماثيل لاعضاءه في
ميادين مصر جميعا ,الم تدرك ان الانتخابات الرئاسيه كانت هي امل الكثيرين في ان
يأتوا بك زعيما للبلاد لتطهرها من هذا الفساد و تدفع بالقتله الى السجون و
المحاكمات العادله , هل تعتقد ان احدا في بر مصر لا يعلم ان "ربان السفينه
" يقودها للغرق المحتم , هل اعتقدت ان كل معايير الديموقراطيه تتطبق في مصر "بحذافيرها
" الان , فلما كسرت تلك المعايير قررت ان تقاطع الانتخابات !...
مشكله البرادعي انه لم يأخذ موقفا ثوريا حقا
الا قليلا , فالرجل بحكم عمله كسياسي طيله حياته اعتاد ان يتخذ قرراته ببطىء و
تروي لتخرج حكيمه موزونه , الا ان القرارات السياسيه الحكيمه كانت دائما متأخره عن
الثوره عده ايام و ربما عده اسابيع . الرجل لم يدرك انه اصبح رمزا للتغيير في مصر
, و لم يدرك ان شهرته العالميه قد جعلت النظام السابق و روافده الحاليه تخشاه
كثيرا و تخشى مهاجمته باي طريق سوى الطريق الاعلامي الذي اصبح لا قيمه لمعظمه الان
بعد سقوط هيمنه ماسبيرو , و لم ايضا يقدر مجهودات الاف من الشباب الذين تطوعوا في
حملته الرئاسيه و عرضوا انفسهم لمضايقات كثيره امنيه تاره و سياسيه تاره و دينيه
متطرفه تاره اخرى , و لم يقدر انه اخيرا حينما بدأ المواطن العادي يتعرف على من هو
البرادعي الحقيقي و يتحول بتفكيره اليه ,اذ به يفاجأ ان الرجل الذي عقد عليه الامل
قد باعه و خانه فكيف تتوقع منه ان يظل مؤمنا بالثوره بينما يراك انت تتخلى
عنها , هذا المواطن لا يقدر و لا يهتم ان
يقدر اي اعتبارات او حسابات سياسيه قد تراها انت صحيحه و يراها الساسه ايضا كذلك
..انت بقراررك هذا كعادل امام في مسرحيه الزعيم حينما قال "لماذا قمنا
بالثوره , انا لا اعلم لماذا قمنا بالثوره انا كنت في الحمام ساعتها " ...سيظن
الكثيرين و سيكون عندهم حق , انك لم تكن في الحمام بل في فيينا .!
يختم البرادعي خطابه بانه لم ينسحب من
الساحه بل من سباق الرئاسه و ان امل مصر في شبابها , اتمنى صادقا و امني نفسي ان
يكون انسحاب البرادعي هو البدايه ليعود للشارع في 25 يناير المقبل ليقود الموجه
الثانيه دون حرج كونه خارج السباق ...اذا لم يعود البرادعي الى الميدان في 25
يناير القادم فمرحبا بالبرادعي سخيفا و ليس رئيسا , فسيثبت ان كل من قال عليه انه
"طري " كان يملك بعد نظر .
1 التعليقات:
7elwa aweeeeeeeeeeee
إرسال تعليق